لقد سجل التاريخُ قصصاً ومشاهد لانتقامِ اللهِ لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم وإليكم أيها المسلمون صورا من دفاع الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم .لقد نيل من النبي صلى اللهُ عليه وسلم في حياتهِ وبعد مماتهِ وقد تولى الله تعالى الدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ), وأعلن عصمته له من الناس ( والله يعصمك من الناس ) وأخبر أنه سيكفيه المستهزئين ( إنا كفيناك المستهزئين ) سواء كانوا من قريش أو من غيرهم .قال الشنقيطي رحمه الله: وذكر – الله – في مواضع أخرى أنه كفاه غيرهم كقوله في أهل الكتاب ( فسيكفيكهم الله ..) وقال ( أليس الله بكافٍ عبده ) . وقال ابن سعدي رحمه الله: " وقد فعل تعالى , فما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة .أهـ لقد أعظمت قريش الفرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فرمته بالسحر تارة وبالكذب تارة وبالجنون أخرى , والله يتولى صرف ذلك كله عنه لفظاً ومعنىً , ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا ترون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم , يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً , وأنا محمد " , لقد سجل التاريخُ قصصاً ومشاهد لانتقامِ اللهِ لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم . ومن تلك القصص أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل وابن مردويه بسند حسن والضياء في المختارة , عن ابن عباس في قوله ( إنا كفيناك المستهزئين ) قال: المستهزئون , الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث بن عبطل السهمي والعاص بن وائل , فأتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرني إياهم , فأراه كل واحد منهم , وجبريل يشير إلى كل واحد منهم في موضع من جسده ويقول : كَفَيْـتُكَهُ , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما صنعت شيئا ! . فأما الوليد , فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها . وأما الأسود بن المطلب , فنزل تحت سمرة فجعل يقول: يابنيّ , ألا تدفعون عني؟ قد هلكت وطُعنت بالشوك في عينيّ فجعلوا يقولون: ما نرى شيئاً فلم يزل كذلك حتى عتمت عيناه . وأما الأسود بن عبد يغوث , فخرج في رأسه قروح فمات منها . وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه . وأما العاص فركب إلى الطائف فربض على شبرقة فدخل من أخمص قدمه شوكة فقتلته .( الدر المنثور 5/101) وهو في صحيح السيرة للألباني.- مر أبو جَهلٍ بِرَسُولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم يَومًا عِندَ الصَّفَا ، فَآذَاهُ وَنَالَ مِنهُ ، وَرَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ سَاكِتٌ وَلا يُكَلِّمُهُ ، ثم ضَرَبَهُ أَبُو جَهلٍ بِحَجَرٍ في رَأسِهِ فَشَجَّهُ ، حتى نَزَفَ مِنهُ الدَّمُ ، ثم انصَرَفَ عنه إلى نادِي قُرَيشٍ عِندَ الكَعبَةِ ، فَجَلَسَ مَعَهُم ، وَكَانَت مَولاةٌ لِعَبدِاللهِ بنِ جدعانَ في مَسكَنٍ لها على الصَّفَا تَرَى ذلك ، وَأَقبَلَ حمزَةُ مِنَ القَنصِ مُتَوَشِّحًا قَوسَهُ ، فَأخَبرتْهُ المَولاةُ بما رَأَت مِن أَبي جَهلٍ ، فَغَضِبَ وَخَرَجَ يَسعَى ، لم يَقِفْ لأَحَدٍ حتى دَخَلَ المَسجِدَ وَفِيهِ أَبو جَهلٍ ، فَقَامَ على رَأسِهِ ، وقال له : يَا مُصفِرَ استِهِ ، تَشتُمُ ابنَ أَخِي وَأَنَا على دِينِهِ ؟ ثم ضَرَبَهُ بِالقَوسِ فَشَجَّهُ شَجَّةً مُنكَرَةً ، فَثَارَ رِجَالٌ مِن بني مخزُومٍ ، وَثَارَ بَنُو هاشِمٍ ، فَقَالَ أَبو جَهلٍ : دَعُوا أَبَا عِمَارَةَ ، فَإِني سَبَبْتُ ابنَ أَخِيهِ سَبًّا قَبِيحًا . ثم شَرَحَ اللهُ صَدرَ حمزَةَ للإِسلامِ ، فَاستَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى ، واعتَزَّ بِهِ المسلمون أَيَّمَا اعتِزَازٍ ، وكان إِسلامُهُ نَصرًا عَظِيمًا للإِسلامِ فانظر كيف دافع الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم وَكيف كَانَت تِلكَ المَسَبَّةُ وذلك الاستخفافُ مِن أبي جَهلٍ ، سَبَبًا في النَّكبَةِ وَالخِزيِ وَالذُّلِّ لِلطُّغَاةِ المُعتَدِينَ . - قال شيخ الإسلام ابن تيمة-رحمه الله- " إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول،أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية،لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه،حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيهم ملحمة عظيمة،قالوا:حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه،مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه " انتهى - عنِ ابنِ مسعودٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ قال : بَينَمَا النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ يُصلِّي عِندَ البَيتِ ، وأبو جهلٍ وأصحابٌ لَهُ جُلُوسٌ ، إذا قال بعضُهُم لِبَعضٍ : أَيُّكُم يجِيءُ بِسَلا جَزُورِ بني فُلانٍ ، فَيَضَعَهُ على ظَهرِ محمدٍ إِذَا سَجَدَ ؟ فَانبَعَثَ أَشقَى القومِ فجاء به ، فَنَظَرَ حتى سَجَدَ النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ وَوَضَعَهُ على ظَهرِهِ بَينَ كَتِفَيهِ ، وَأَنَا أَنظُرُ لا أُغَيِّرُ شَيئًا ، لَو كَان لي مَنَعَةٌ ، قال : فَجَعَلُوا يَضحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعضُهُم على بَعضٍ ، وَرَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ ساجدٌ لا يَرفَعُ رَأسَهُ ، حتى جاءته فَاطِمَةُ ، فَطَرَحَت عَن ظَهرِهِ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ ثم قال : اللهم عَلَيكَ بِقُريشٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَشَقَّ عَلَيهِم إِذْ دَعَا عَلَيهِم . قال : وكانوا يَرونَ أَنَّ الدَّعوَةَ في ذلك البَلَدِ مُستَجَابَةٌ . ثم سمَّى : اللهم عليك بأبي جهلٍ ، وعليك بِعُتبَةَ بنِ رَبِيعَةَ ، وَشَيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ ، وَالوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ ، وَأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ ، وَعُقبَةَ بنِ أَبي مُعَيطٍ . وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَم نحفَظْهُ ، قال : فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ ، لَقَد رَأَيتُ الذين عَدَّ رَسُولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ صَرعَى في القَلِيبِ قَلِيبِ بَدرٍ) وهو في صحيح السيرة.-عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا ، فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ . فَرَفَعُوهُ وأُعْجِبُوا بِهِ فَكَانَ يَقُولُ : " مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ "أو مَا أَرَى يُحْسِن مُحَمَّد إِلَّا مَا كُنْت أَكْتُب لَهُ " فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ وأَمَاتَهُ فَدَفَنُوهُ ، وحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ فَقَالُوا : " هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ " ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الْأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ وَتَرَكُوهُ مَنْبُوذاً أخرجهُ البخاري (3617) ، ومسلمٌ (2781) - بَعَثَ رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ رَسَائِلَ إلى كِسرَى مَلِكِ الفُرسِ وَإِلى قَيصَرَ مَلِكِ الرُّومِ ، وَكِلاهما لم يُسْلِمْ ولم يَتَّبِعِ الهُدَى ، لَكِنَّ قَيصَرَ أَكرَمَ كِتَابَ رَسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ وَأكرَمَ رَسولَهُ ، فَثَبَتََ مُلكُهُ ، وَاستَمَرَّ في الأَجيَالِ اللاحِقَةِ ، ذكر ابن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب،فأخرج منه مقلمة ذهب،فأخرج منها كتاباً قد زالت أكثر حروفه،وقد التصقت عليه خِرقَة حرير،فقال:هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن،وأوصانا آباؤُنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا،فنحن نحفظه غاية الحفظ،ونعظمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا "انتهى. وَأَمَّا كِسرَى فَمَزَّقَ كِتَابَ رَسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ واستَهزَأَ بِهِ ، فَقَتَلَهُ اللهُ بَعدَ قَلِيلٍ ، وَمَزَّقَ مُلكَهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ ، ولم يَبقَ للأَكَاسِرَةِ مُلكٌ ولم تَقُمْ لهم قَائِمَةٌ . - قد ذكر القاضي عياض في " الشفا " (2/218) قصةً عجيبةً لساخرٍ بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم وذلك أن فقهاءَ القيروانِ وأصحابَ سُحنُون أفتوا بقتلِ إبراهيم الفزاري ، وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلومِ ، وكان يستهزىء باللهِ وأنبيائهِ ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأمر القاضي يحيى بن عمرَ بقتله وصلبه ، فطُعن بالسكينِ وصُلب مُنكسأً ، وحكى بعضُ المؤرخين أنه لما رُفعت خشبته ، وزالت عنها الأيدي استدارت وحولته عن القبلةِ فكان آيةً للجميعِ ، وكبر الناسُ ، وجاءَ كلبٌ فولغ في دمهِ . - لما انتصر المسلمون في غزوة بدر الكبرى ، ، أقلق ذلك النصر اليهود ، فقال كبيرهم كعب بن الأشرف : والله إن كان محمد أصاب قريش ، لبطن الأرض خير من ظهرها ، وانبعث عدو الله يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، ويؤذي نساء الصحابة بسلاطة لسانه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لكعب بن الأشرف ؟ فقد آذى الله ورسوله ، فقام محمد بن مسلمة رضي الله عنه ، وقال : أنا يا رسول الله ، أتحب أن أقتله ؟ قال : " نعم " ، فخرج في مجموعة من الصحابة ، دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونصرة للإسلام وأهله ، حتى أتوا عدو الله ، فتحاملوا عليه فقتلوه ، فلما أتوا برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كبر وكبر المسلمون ، وحمد الله على قتله ، وقال لهم : أفلحت الوجوه " [ أخرجه البخاري ] . - وأخرج أبو داود وصححه الألباني من حديث ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما : أنّ أعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمّ وَلَدٍ تَشْتِمُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وَتَقَعُ فِيهِ ، فَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي ، وَيَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ ، فَلَمّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النّبيّ صلى الله عليه وسلم وَتَشْتِمُهُ ، فَأَخَذَ المِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا ، وَاتّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا ، فَلَمّا أصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِلنّبيّ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَ النّاسَ فَقَالَ : أنْشُدُ الله رَجُلاَ فَعَل مَا فَعَلَ ، لِي عَلَيْهِ حَقّ إلاّ قامَ ، فَقَامَ الأعْمَى يَتَخَطّى النّاسَ ، وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ ، حَتّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ! أنَا صَاحِبُهَا ، كَانَتْ تَشْتِمُكَ ، وَتَقَعُ فِيكَ ، فَأَنْهَاها فَلاَ تَنْتَهِي ، وَأَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلَ اللّؤْلُؤَتَيْنِ ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ، فَلَمّا كَانَ الْبَارِحَةَ ، جَعَلَتْ تَشْتِمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ ، فَأَخَذْتُ المِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتّى قَتَلْتُهَا ، فَقَالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم : " ألاَ اشْهَدُوا إنّ دَمَهَا هَدْرٌ " . -أخرج الشيخان عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: إني واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، فما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، قال: وغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال: فابتدراه بسيفهما، فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: ((أيكما قتله؟)) فقال كل واحد منهما: أنا قتله، فقال: ((هل مسحتما سيفيكما؟)) فقالا: لا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال: ((كلاكما قتله)). فانظروا إلى هذين الشبلين المسلمين، وانظروا إلى مقدار حبهما لنبيهما، ثم انظروا إلى صغارنا هذه الأيام، وانظروا من يحبون ومن قدوتهم، ستجدون القدوة هم المغنون أو لاعبو الكرة النصارى والملاحدة . - لقد جاء خبر الصدق من الملك الحق المبين ( إن شانئك هو الأبتر ) ليبقى كل شانئٍ للنبي صلى الله عليه وسلم وكل معارض لدينه هو الأبتر المقطوع المنبوذ . أين أبوجهل هل بقي ذكره أم التصق به وصف الجهل في حياته وبعد مماته ؟! وأين أبولهب لقد مات ومات ذكره فليس يعرف إلا بالهب ؟! و( سيصلى ناراً ذات لهب ) وأين ملوك الأكاسرة والقياصرة . لقد ذكر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عن والده محمد شاكر ، وكيل الأزهر سابقاً ، أن خطيباً مفوها فصيحا كان يمدح أحد الأمراء في مصر عندما أكرم طه حسين الذي كان يطعن في القرآن وفي العربية ، فلما جاء طه حسين إلى ذلك الأمير قام هذا الخطيب المفوه يمدح ذلك الأمير قائلا له : جاءه الأعمى فمــا عبس بوجه وما تولى وهو يقصد من شعره النبي عليه الصلاة والسلام ، لأن الله قال عن قصته عليه الصلاة والسلام مع أبن أم مكتوم " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " فلما صلى الخطيب بالناس قام الشيخ محمد شاكر ، وقال للناس : أعيدوا صلاتكم فإن إمامكم قد كفر ، لأنه تكلم بكلمة الكفر ، قال الشيخ أحمد شاكر : ولم يدع الله لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى ، فأقسم بالله أنه رآه بعينه بعد بعض سنين ، بعد أن كان عالياً منتفخاً مستعزاً ، مهيناً ذليلاً خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة ، يتلقى نعال المصلين ليحفظها في ذلة وصغار ، - وهذا أحدهم ذهب لنيل شهادة الدكتوراه خارج بلده ، فلما أتم دراسته وكانت تتعلق بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، طلب منه أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص للنبي عليه الصلاة والسلام وتعريض له ، فتردد الرجل بين القبول والرفض ، فأختار دنياه على آخرته ، وأجابه إلى ما أراد طمعاً في تلك الشهادة ، فما أن عاد إلى بلده حتى فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مروع ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى . إن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيع برفعة الله له , لن ينال الشانئ منه شيئاً ( ورفعنا لك ذكرك ) نعم لقد رفع الله ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم رغم أنوف الحاقدين والجاحدين وكما قيل يا ناطح الجبل الأعلى ليوهنه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبلي هل يضر البحر أمسى زاخرا إن رمى فيه غلام بحجر وهل يضر السحاب نباح الكلاب
3 مشترك
وهل يضر السحاب نباح الكلاب
fearless- المراقب
- الدولة :
نوع المتصفح :
المزاج :
المشاركات : 369
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
- مساهمة رقم 1
وهل يضر السحاب نباح الكلاب
الملاك الطيب- عضو متواجد
- الدولة :
نوع المتصفح :
المزاج :
المشاركات : 1011
تاريخ التسجيل : 18/05/2010
- مساهمة رقم 2
رد: وهل يضر السحاب نباح الكلاب
بارك اللة فيك
Remas- عضو مشارك
- الدولة :
نوع المتصفح :
المزاج :
المشاركات : 2975
تاريخ التسجيل : 15/06/2010
- مساهمة رقم 3