قــال عمــر
:
نمت مباشرة بعد عودتي من عند بيت سارة , فكرت في صوت
ضحكتها قبل نومي مباشرة إلا أن التوتر الذي أصابني طوال اليوم
جعلني مرهقا ونمت فورا
في اليوم التالي استيقظت وصليت الفجر والاستخارة ونمت ساعة
قبل الذهاب إلى عملي..لم أرَ مناما أو أي شيء وإن كنت لا
أعتقد في موضوع المنام , ما يهم أني أشعربارتياح عام للموضوع..
في العمل تذكرت أني لم أحصل على رقم تليفون سارة, أردت
محادثتها.. سآخذ رقمها من أمي ولكن هل يصح أن أتصل بها ونحن
حتى لم نقرأ الفاتحة بعد؟ سأتحدث مع أمي في هذا الموضوع
عند رجوعي للمنزل
أثناء فترة الراحة تذكرت أني بقراري الزواج من سارة أحكم على
نفسي بالعيش معهاللأبد
إنها جميلة ويبدو أنها طيبة، ولكن هل يمكن أن يكون بها عيوب
خفية لا أستطيع تحملها ؟ كنت سأجعل أبي يتصل اليوم بأهلها
لتحديد موعد قراءة الفاتحة ولكني أحتاج أن أعرفهاأكثر, ربما تكون
بخيلة أو... سليطة اللسان... لا.. لا يبدو أنها قد تنطق يوما بكلمة
سيئة
أصابني الصداع من كثرة التفكير وشعرت بأن أذنيّ قد سخنتا
بشدة.. يارب اهدِني
قــالت ســارة
:
يبدو أن هذا الموضوع سيجعلني أستهلك كميات كبيرة من الـ"سفن
أب",فالحموضة لا تريد أن تذهب.. أفكر طوال الوقت في الموضوع
هل أقبل؟
هل أرفض؟
ولماذا أرفض؟ هل سيقبلني عمر؟؟.. أم؟
قد يكون به عيوب شديدة القبح وهو يخفيها بهذا المظهر
الجميل..ربما يكون من الذيني ضربون النساء، ولكن لا... يبدو أنه
محترم ، ووالده كذلك رجل محترم وخلوق.. لا يمكن أن يكون كذلك..
هل يمكن أن يكون "بصباص" ولكنه خجول؟ ربما يمثل؟
آآآآآآآه الحموضة هتقتلني.. مش عارفة أقول إيه لماما لما تسألني
عن رأيي
خايفة أوافق وبعدين عمر مايردش يبقى شكلي وحش وكمان
خايفه أوافق وبعدين عمر يطلع شخص سيئ.. إن أهلي متحمسون
له وبهذا إذا ظهر أنه شرير سأقول لهم إنهم هم الذين وافقوا عليه
من البداية
يا ترى عمر وأهله هيتكلموا إمتى؟
قــال عمــر
:
وصلت البيت وأنا منهك ولم تكن لدي شهية للطعام فذهبت للنوم
استيقظت بعد المغرب فصليت وجلست مع والدي في الصالة..
أخفض أبي صوت قناة الجزيرةالتي لا يتابع غيرها هي وقناة العربية
للأخبار.. التفت لي وسألني عن حالي فحمدت الله، ودار بيننا هذا
الحوار
بابا: نويت على إيه إن شاء الله؟
أنا: مش عارف, كنت متحمس بس دلوقتي قلقان
بابا: طبيعى جدا.. إنت مش استخرت؟
أنا: مرتين
بابا: وحاسس بإيه؟
أنا: مش عارف
ضحك أبي وقال: عادي برضه.. أنا ساعة ما اتقدمت لأمك عقلي
شتّ من التفكير
تدخلت أمي: ماتصدقهوش ده حفي عشان أنا أوافق
أكّد أبي كلامها ضاحكا وقال: شوف يابني البنت كويسة وأهلها
طيبين وإن كنت خايف من حاجات ممكن تظهر في المستقبل, فإنت
استخرت وإذا كان الموضوع خير هيمشي وإن ماكانش الأمور
هتخلص لوحدها.. شوف إنت مبدئيا حاسس بإيه تجاهها؟
أنا: هي عاجباني وأنا مرتاح لها بس
....
بابا: من غير بس, شعورك المبدئي كويس, احنا نقرا الفاتحة مع
الناس وبعدها تشوفها وتتكلم معاها عند أهلها كام مرة، ولو زاد
ارتياحك ليها نكمل ونعمل الخطوبة اللي برضه هتكون فترة اختبار
بينكم , وإن ماحصلش توفيق يبقى كل اللي يجيبه ربنا كويس , ولا
رأيك إيه؟
أراحني كلام أبي ووافقت عليه
بابا: يبقى اتصل بقى بـ"عمار" واسأله إمتى هنعرف رأيهم؟
أنا: رأيهم؟ أنا حسبتك هتحدد ميعاد الفاتحة
ضحك أبي وقال: ليه هو إنت مادام وافقت يبقى العروسة وافقت؟
عرفت بعد اتصال أبي بأهل سارة أنهم طلبوا أسبوعا لإبداء رأيهم
وعاد إليّ توتري, فأنا قد أبديت رأيي المبدئي في اليوم التالي
مباشرة, لماذا تحتاج هي إلى أسبوع؟أهي محتارة لهذه الدرجة؟
ألم تعجب بي كما أعجبت بها؟
حاولت أمي طمأنتي بالحديث عن أن الفتيات يأخذن وقتا أطول من
الرجال في إبداء رأيهن وأن أهلها يجب أن يسألوا عني، فسألتها
غاضبا: ألا يجب أن أسأل عنها وعن أهلها أناالآخر؟
ردت أمي بأنها تعرف أهلها جيدا وإذا أردت يمكنني أن أتحرى عنها
هي بنفسي
فسألتها: كيف؟
فقالت روح ليها الشغل.. وتركتني أمي لحيرتي وقلقي..
يتبع.....