جرس الباب
ترررررررن
من داخل المنزل.. تقول ســـارة في سـرّها
أنا مش عايزة أشوف عرسان
.. ودخلتْ إلى غرفتها
ومن خارج المنزل.. يقول عمــر في سـرّه
:
يا رب الأرض تنشق وتبلعني.. أنا إيه اللي خلاني أفكر في الجواز؟
*********
يدخل "عمر" مطأطئ الرأس ويسلّم على حمى وحماة المستقبل و
.......
دعونا من التفاصيل ولنقفز للحظة الحاسمة مع دخول سارة
*********
قـالت ســارة
دخلتُ الصالون وقد تعلقت عيناي بالسجادة وحاولت استجماع
شجاعتي لأبدو طبيعية إلا أني كنت في أسوأ حالات خجلي الذى
لم أعهده من قبل. لمحت لون بذلته البيج وحذائها لبني، ثم
قادتني أمي فسلمت على والديه ورفعت رأسي لأحييه وأخييييرا
رأيته
أول ما لفت نظري كان عينيه وابتسامته، أو بالأحرى مشروع
ابتسامة.. يبدو أنه كان غارقا في الخجل هو الآخر فلم يكن يعرف
هل يبتسم أم يبدو جادا، أما عيناه........فكانتا صافيتين! وكان نظره
لا يستقر على شيء حتى أني ظننت أنه ربما يكون أحول
وكادت الفكرة تجعلني أضحك, وفجأة احمر وجهه و... و....... وكان
وسيما حتى في خجله هذا, فابتسمت وجلست ولاحظت أنه
يتمتم بشيء ما، أو لعله "يبلع ريقه" فقد مد يده بعد ذلك وتناول
كأس العصير ليشرب منه
*********
قــال عمــر
جلست على كرسي منفرد في الصالون، بينما احتل والداي الكنبة،
وجلس والد العروس على الكرسي المجاور لجهة أبي, بينما ذهبت
والدتها لغرفة داخلية ثم خرجت تتبعها سارة
ورأيتها جميلة
وكأني رأيت هذا الجمال من قبل وأعرفه, وذهب عني توتري في
لحظة وانشرح قلبي لها. لاأقول إنه حب من أول نظرة، ولكن شيئا
ما جعلني أشعر أني لن أتركها لأحد غيري. لم أستطع منع نفسي
من التمتمة بـ"الحمد لله"، ونظرت إليها فظننت أنها تغالب ضحكة
تكاد تخرج منها فعاد إليّ توتري لظني أنها رأت شيئا بي يثير
الضحك، إلا أنهاابتسمت وجلست فحمدت الله ثانية وتناولت كوب
العصير من أمامي فقد جف ريقى
*********
قـالت ســارة
بدأ والدي يحدّث عمر عن عمله وعن الشركة التي يعمل بها وظهر
أن أبي يعرف أحد المهندسين بتلك الشركة،حيث كانوا زملاء
دراسة وأوصى أبي عمر بأن يسلم له على صديقه القديم ويذكره
بصاحبه عامر عبد المحسن
وتحدث عمي مع أبي عن وضع شركات القطاع الخاص, بينما بدأت
طنط في الحديث معي عن عملي وعن طبيعة دراستي ولاحظت
أثناء ذلك أن عمر يسترق النظر إليّ كل دقيقة فتملكتني بجاحة
غريبة ونظرت له في عينيه بينما كان ينظر إليّ, وظننت للحظة أن
روحه ستخرج من فمه , فقد فوجئ بعينيّ في عينيه فثبت وجهه
وتحرك فمه وكأنه سيقول شيئا ما إلا أنه لم يصدر أي صوت ولم
ينقذه سوى أن وجه له أبي سؤالا عن شيء ما في شركته
فالتفت إليه، وشعرت أنه بالكاد استرجع روحه التي تدلى نصفها
من فمه وانفجرت فيضحكة في داخلي وأحسست بأنه ظريف
ولكنه خجول أكثر من اللازم
*********
قــال عمــر
حاولت أن أفتح أي موضوع مع سارة إلا أن عقلي "قفش" وانعقد
لساني
ووجدت أمي تفتح مواضيع عديدة مع سارة وشعرت بغبائي لعدم
تذكري لأي من هذه الموضوعات أو محاولتي لالتقاط خيط الكلام
من أمي. وظللت أرقبها وهي تتحدث مع أمي،نصف عقلي يتابع
حديث أبي وعمي ونصفه الآخر منشغل بـسارة نفسها.. حتى إني
لا أكاد أعي ما تتحدث عنه مع أمي
كانت لها ضحكة جميلة كما أن بروفيل وجهها الذي أستطيع أن أراه
فقط من مكاني بدا جذابا و....... فجأة رفعت عينيها نحوي
وضبطتني وأنا أنظر إليها, حاولت أن أتحدث وأبدأ أي حوار معها إلا أن
الكلام لم يخرج من فمي. شعرت بأن منظري مضحكا, إلا أنهاعادت
للكلام مع أمي وقد احمر وجهها
–يبدو أنها شعرت بالخجل–
ووجه إليّ والدها سؤالا ما فالتفت إليه، إلا أني كنت أريد الحديث
معها فأنا لم آتِ لكي أخطب عمي
يتبع ......