الآن .. من هو المعلم غير الناجح ؟
المعلم المقصر
هو إنسان دخل مهمة التعليم على
سبيل الخطأ، وعلاقته بها علاقة شكلية وسطحية؛ فأنت لا تكتشف وأنت تتحدث معه
أن له أي اهتمامات بالثقافة أو التعليم أو مستقبل الأجيال. ويظهر إهماله
في تحضيره لدروسه، وفي تصحيحه لواجبات الطلاب وأوراق امتحاناتهم، ولا يلقي
بالاً لشكواهم، ولا يفكر في أحوالهم.
المُعلِّم المستبد:
العنيف الذي يسيطر على الأمور بقوة المتسلط
من سمات هذا الصنف من المُعلمين
أنه يفتقر إلى الروح الرياضية والمرونة الذهنية، وهو قوي الإحساس بمركزه
وسلطته، ويغلب عليه طابع الحرفية والتمسك بالأنظمة دون أن يأخذ بعين
الاعتبار الظروف الخاصة التي يمر بها بعض الطلاب، والهم الذي يسيطر عليه هو
إنهاء المناهج؛ فلا يعطي للثقافة العامة وتنمية شخصيات الطلاب ما تستحقه
من عناية واهتمام.
المُعلِّم الفوضوي:
مهزوز الشخصية ولا يستطيع ادارة الصف نحو الوجهة المنشودة
يسير المُعلِّم الفوضوي في الاتجاه المعاكس للمُعلِّم المستبد، فهو لا يأبه
بتوجيهات الإدارة، ولا يلتزم بالنظم المرعية، كما لا يهتم بإنهاء المناهج،
ولا يكترث بما يسمى الأهداف التعليمية. وهو يحمل في نفسه نوعاً من الرفض
للتقاليد التعليمية المعترف بها. إن الذي يسيطر عليه هو العلاقات الإنسانية
مع الطلاب. وحرصه على رضا طلابه ومسامرتهم يقع عنده في المرتبة الأولى،
ولهذا فإن المحصلة العلمية التي يحصل عليها طلابه من وراء تدريسه تعد
متواضعة.
المُعلِّم التقليدي :
لا يسعى لتطوير ذاته ومواكبة عصر التكنولوجي
نمط المُعلِّم العادي هو النمط السائد في معظم المدارس، ومستوى ما هو عادي
وغير عادي تحدده البيئة التعليمية العامة؛ فالمُعلِّم العادي في دولة
متقدمة يختلف كثيراً عن المُعلِّم العادي في بلد متخلف فقير. يحرص المُعلّم
العادي على إنهاء المناهج، كما يحرص على تنفيذ التعليمات العليا، لكنه مع
هذا يتيح للطلاب نوعاً من المشاركة، كما يتيح فرصة محدودة لطرح الأسئلة،
ومعرفته بمادته عادية، واهتمامه بتنمية شخصيته وتحسين فاعليته ضئيل أو دون
المتوسط.
فهل ترضى لنفسك أيها المعلم المربي أن تكون من بين هذه الأصناف السلبية؟
السمات الشخصية للمعلم الناجح
للمعلم الناجح أثر ايجابيا عظيما
في نفوس الطلبة ويتخلد ذكراه في قلوبهم على مر السنين والأزمان, وتتطيب
الأفواه بذكر فضائله وجمائله. فالمعلم الناجح تحيطه هالة من من السمات التي
تميّزه عن باقي الخلق .. فهو :
القدوة الحسنة في سلوكه الكريم وعلو خلقه :
ادارته الجيدة للوقت :
لله حكمة في تقسيمه لأيامنا إلى
مواقيت صلاة , فقد جعلها كنقاط ارتكاز في يومنا, لنتوقف في محطات زمنية
منتظمة لنقوم بتطهير أجسادنا وأرواحنا ونعيد النظر فيما أنجزناه وما سنقوم
به من أعمال أعمالنا .. كما وشمل تخطيط تقسيم سنواتنا إلى أشهر معلومات
تتوزع عليها العبادات بما يتناسب مع قدرة النفس البشرية. لم نحس بالارهاق
من توالي ترتيبها بل تتجدد قوانا في كل مرة ونترقب عودة أيامها من صيام
وحج وصلاوات بلهفة وشوق.
المعلم الناجح هو يحسب ويقّدر ما
عليه من مهام وواجبات ويقوم يتوزيعها بحكمة على خطته السنوية للمنهاج وعلى
خططه اليومية والشهرية ويتقيد بإظهار المدة الزمنية فيها .. فيصبح عمله
كخريطة العمل الظاهرة أمامه .. فيبتعد عنه شبح الفشل أو الالتحاق بالوقت
لانهاء اعماله, ويكون واثقا من قدرته على الإنجاز وتحقيق أهدافه.
لا يتأخر عن حصصه ولا يتثاقل من رفقة مع طلبته, ويخشى الله في راتبه فلا
تضيع دقيقة من حصته إلا في تعليم الطلبة وتدريبهم على التعلّم وارشادهم لما
فيه صلاح حياتهم
متقن لعمله ملما بأصولها ومبادئها :
محطة علينا التوقف عندها كثيرا لتقدير أهميتها .. ونعيش جو المعلم المؤثر
اختبار حلوى المارشميلو “The Marshmallow Test.”
دخل المدرب على المتعلمين ووزع
عليهم عدد من حلوى المارشميلو واعلن بأن المطلوب منهم تنفيذ مهمة بسيطة,
فما عليهم إلا أن يرموا حبات الحلوى في السلة. وبالطبع أكّد على ثقته بقدرة
الجميع على فعل ذلك.. والآن .. استعدوا؟ سددوا؟ ارموا؟"
بالطبع .. اندهش الجميع وهناك من صرخ متسائلا .. "لكن أين السلة ؟.. كيف سنرمي ولا توجد سلة؟ "
ابتسم المدرب عندئذ وقال " نعم تذكرت , إذن أنتم بحاجة لهدف واضح مرئي؟ " فوافق الجميع بارتياح.
عندها قام المدرب بإظهار سلة كبيرة من خلف كرسيه. وحملها وبدأ المشي وهو حاملها !
" الآن هذه هي السلة .. استعدوا؟ سددوا؟ ارموا؟" البعض منهم رمي وحاول ولكن بقى المعظم محتارا .. ولم يحرك ساكنا
فسأل المدرب :" ما المشكلة ؟ "
ردوا : " السلة متحركة! وهذا يجعل من التصويب صعبا !"
أجاب المدرّب ببسمة المدّرك :" إذن نحن لا نريد هدفا فقط, إنما يجب أن يكون ثابتا أيضا"
وافق الجميع وتنفسوا الصعداء, فوضع السلة على الطاولة لتكون في متناول الجميع ثم طلب منهم
" والآن .. استعدوا؟ سددوا؟ ارموا؟"
رمي الجميع وقد أصاب البعض ولكن المعظم أخطأ ..
فسأل المدرّب .. " ما رأيكم .. هل أقوم بتسجيل هذه المحاولة وأثبتها في سجل تقويمكم ؟"
بالطبع رفض الجميع باستنكار وقالوا هذا " ليس عدلا, لأننا بحاجة للتدريب على الرمي أولا .. "
هي قصة فيها الحكم التي تخبرنا أننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار قبل كل درس:
- أهمية وضوح المفاهيم والأهداف
المطلوبة من دروس وتحديد النتاجات المراد تحقيقها من كل وحدة لكل من الطالب
والمدرس وتثبيتها على السبورة.
- ما تتوقعه من طلبتك وكيف سيتم ادارتهم لانجاز المطلوب.
- أهمية التدريب الموجهة من خلال تصميم المهمات المناسبة واستخدام
استراتيجيات التدريس المتنوعة للدروس والاستفادة من التغذية الراجعة.
- استخدام استراتيجيات التقويم المتلائمة مع أهداف ونتاجات الدرس المتوقعة.
وقبل أن نبدأ بخطوة للأمام, لنأخذ خطوة للخلف ..
التدريس له هدف واحد فقط وهو تسهيل التعلّم . التعلّم يمكن أن يحدث بدون التدريس ولكن التدريس لسوء الحظ لا يحدث بدون التعلّم
ما هو الهيكل المعرفي؟ وكيف يتم بنائه؟
بدون البناء لا توجد معرفة! ..
يتداول الطلبة الكثيرمن المعلومات
ويتعاملوا معها خلال العملية التعليمية في مدارسنا , ومثل هذه المعلومات
التأسيسية متوفرة وبغزارة في مصادر المعرفة من كتب وانترنت ويسهل التوصل
لها بأي وقت ومتى ما أردنا. هي ارقام الهواتف أوعواصم البلاد أوتاريخ
الأحداث أومواقع بلاد, أوأسماء رجال سياسة أونتائج الانتخابات.إن مثل هذه
المعلومات هي حقائق انفصلت عن سير الأحداث الواقعية واصبحت مجردة لا قيمة
لها إلا في موقعها. ما تحتاجه البشرية للتقدم والتطوّر هي المعرفة. إن
المعرفة بناء متكامل من نماذج تم تجميعها من ملاحظات واتبعتها التأملات
وعرض أفكار شخصية لمفكرين عن الموضوع و شبكة تم حبكها من الإفتراضات بدقة
فولّدّت التنبؤات والتطبيقات.
طلبتنا ليسوا أغبياء, هم مبتدؤون في نظامنا. يلتحقوا في المدارس ليتعلموا
المنهاج المقرر والذي يحتوى على مواضيع حزم مطلقةلا يربطها معنى.
ومع ذلك يطلب منهم حفظها دون فهم! هي حقائق توجد في كل مكان كأرقام دليل
الهاتف, كانت قد اكتشفتها البشرية ولم يكن لنا ولا لطلبتنا دورا فيها.
ومن هذا المنظور, فإن تذكرها وحفظها لن يتم إلا من خلال استراتيجيات تعطيها
المعنى وتجعلها مقبولة منطقيا. فقد يستهجن طلبتنا المنهاج إذا لم يصلوا
لتعريف أساس المفهوم أولب الفكرة والمبدأ المعطاة. وسيصعب عليهم الحفظ
وإثبات الحقائق بالمحاولة والخطأ وحل المشكلات لمواقف لن يعايشوا الصورة
المكتملة لنموذج المعرفة وسياق تولّدها والذي من السهولة على الخبير من
رؤيتها بوضوح.
إن طلبتنا يعانوا من مشاكل في
تصوّر كيف تم تصنيف المعلومات وكيف تم وضع الفرضيات لتفسير الحقائق .إن
هناك حاجزا بين طلبتنا ونموذج المعرفة فلم يعايشوا مراحل تكونها وبنائها.
إن العمليات العقلية وتخزين المعرفة واسترجاعها هي ليست فقط عملية تجميع
للحقائق إنما هي تنظيم تصوري منطقي ومتواصل لكل نطاق من الأجزاء الغير
مترابطة من المعلومات.
المعرفة هي بناء كبير متكامل يتم بناء هيكله في ذهن الطلبة أثناء عملية
التعلّم. حيث تترتب المعلومات الجديدة والحقائق المكتسبة والكلمات في
أماكنها المنطقية من هذا البناء. وهذا يتوجب وجود الهيكل منذ البداية
مسبقا. وبدون هذا البناء في الذهن , فإن الطلبة سيفشلوا في ادراك واسترجاع
المفاهيم الجديدة.
والسؤال الذي سيطرح نفسه الآن .. ماذا سيتطلب لبناء هيكل المعرفة في ذهن الطلبة ؟كم يلزمه من الوقت, أسابيع أم أشهر أم سنوات .. ؟
إن الهيكل المعرفي يتم بنائه من خلال رؤية ومتابعة النماذج وايجاد العلاقات
من خلال الملاحظات للظواهر من حولنا وهذا سيقود إلى تعميمات وحقائق بسيطة
ومترابطة.من هذه العملية المتسلسلة توجّب علينا دفع طلبتنا لأن يخوضوا
التجارب ويحاكوا الأحداث ويعايشوا الأحداث حتى يتم التعلّم وتذكّر المعرفة
المكتسبة وتثبيتها في الذاكرة.
وبمفهوم آخر, علينا اتاحة الفرصة لطلبتنا بأن يخوضوا في عملية التطبيق الواقعي للمعرفة.
قد يعتقد الكثير بأنه معقدا فلن يلتفت له أو يحاول تجريبه مع طلبته وهكذا
تفنى الفكرة. لكن .. لابد من الممارسة والتدريب . فنحن حتى نهيئ الجو
المثالي لطلبتنا للتعلّم فإنهم يجب أن يطبّقوا النماذج المتعارف عليها
والتي تم أثبات نجاحها منذ القدم. وما يلزم هو القليل من التأمل والتدبّر
بمثل هذه النماذج حتى تترتب في مواقعها في الهيكل المعرفي المؤسس في عقول
طلبتنا مما يؤدي ذلك إلى اعطاء معنى للمعلومات المدخلة ويجعلها ظواهر
قابلة للفهم وبالتالي يجعل من النظريات سهلة التداول والتطبيق. كما وأنه
ستكون هناك محاولات من قبل الطلبة لملء الفراغات في بنائهم المعرفي, وهذا
قد يقودهم لفرضيات منطقية تعطي تفسيرات منطقية لبعض الظواهر من حولنا, وهذا
ما كان يحدث مع علمائنا من القدم, حيث كانوا يتنبؤون بما هو غير مكتشف لسد
الثغرات التي واجهوها في منطقية العلم المكتسب.
في العادة, يتدرج الناس في تخصصاتهم المهنية وتنمو مهاراتهم كلما تدربوا
ومارسوها, كما وأنهم قد يمزجوها مع أفكارهم وهكذا يصبحوا متخصصين خبراء
فيها.
إلا وأنه للأسف, في حالة معظم طلبتنا الذين يلتحقوا بمدارسنا, لا يتوفر
لهم هذا النمو الطبيعي لاتقان المهارات حيث أن الوقت لهم غير كافي لادراك
ما هو النموذج الذي بنوه في أذهانهم. وما يحدث لهم ما هو إلا استعجال في
ادخال كم هائل من معلومات المناهج الدراسية بدون توقف أو تروي ليتم تثبيتها
بالطرق المناسبة في أذهان الطلبة وتطبيقها , وبالطبع هذا عادة ما يؤدي
لنسيانها وعدم تداركها.
وهنا تقع مسؤوليتنا في اصلاح هذا الوضع وعلينا اعتماد مبادئ التعليم
التكميل. كأن يتم تكليف الطلبة بالمهمات والأنشطة التي تسترجع معلوماتهم
وتجعلهم يطبقونها في حياتهم اليومية وتدفعهم للتفكير. حتى نعطي الفرصة لجعل
تلك المعلومات تترتب في الهيكل المعرفي الذي يتم بنائه في اذهانهم. وكلما
جعلنا للمعلومات فائدة من وجهة نظر الطلبة كلما قام الطلبة بتنظيمها بشكل
أفضل وتحليلها لاستخلاص الفائدة العملية منه وفهمها. وكلما كانت النماذج
التي نوفرها لهم واضحة ومفهومه, كلما أخذت موقعها في هيكلهم المعرفي بشكل
أسرع وأثبت.
وهذا وصف مبسط للبنائية والتي حظيت بالاهتمام الكبير في السنوات الأخيرة ،
فهي نظرية عن المعرفة والتعلم ، وتقدم تصوراً عن المعرفة وعن الطريقة التي
يحدث بها التعّلم . وهي ترى أن المتعلم يبني بنفسه فهمه الخاص عن العالم
من حوله بدلاً من أخذ هذا الفهم عن الآخرين ، فالبنائية تضع المتعلم في
مركز عملية التعلم .
• وتقدم البنائية بما تحويه من فلسفة تربوية تعلماً أفضل ، فالفرد يبني
معرفته بنفسه من خلال مروره بخبرات كثيرة تؤدي إلى بناء المعرفة الذاتية في
عقله . وبهذا تصبح المعلومات المتوفرة في المصادر المختلفة كالمواد الخام
لا يستفيد منها الإنسان إلا بعد قيامه بعمليات معالجة لها . فبعد وصول
المعلومة للطالب يبدأ بالتفكير فيها وتصنيفها في عقله وتبويبها وربطها مع
غيرها . وهكذا إلى أن يصبح ما تعلمه ذا معنى ومغزى ، وهنا يمكن القول بأن
الطالب تعلم شيئاً.
• والبنائية ترى أن التعلم الذي له معنى أو التعلم الحقيقي هو الذي ينتج عن
التأمل أو التروي ، وأن التعزيز لايأتي من البيئة بل ينتج من أفكار
المتعلم ذاته .
• أما المعلم ، فيصبح دوره هو التوجيه والإرشاد ، وطرح قضايا عامة دون
التدخل في جزئياتها ، بل على الطالب تحليل تلك القضية والتعرف على جزئياتها
ومعطياتها ، ومن ثم استنتاج العلاقات وتركيب بنية معرفية قائمة بذاتها .
فالمعلم يجعل المفاهيم الموجودة عند الطالب واضحة ، كما أنه ينظم بيئة
التعلم ، ويوفر أدوات التعلم ، ويشارك في إدارة التعلم وتقويمه ، وهو مصدر
إحتياطي للمعلومات إذا لزم الأمر .
قد تكون دعوتي غير مألوفة أو غريبة .. قد يتصور البعض صعوبة تطبيقها أو هي كلمات من الأحلام
لكن متى .. وعى معلمنا هذه الحقائق , يكون قد قطع شوطا في اعادة التفكير في
كيفية جعل مهنته كمعلم أكثر تأثيرا وأقوى في معالجة المشكلات التي نواجهها
أثناء المهنة .
المعلم المقصر
هو إنسان دخل مهمة التعليم على
سبيل الخطأ، وعلاقته بها علاقة شكلية وسطحية؛ فأنت لا تكتشف وأنت تتحدث معه
أن له أي اهتمامات بالثقافة أو التعليم أو مستقبل الأجيال. ويظهر إهماله
في تحضيره لدروسه، وفي تصحيحه لواجبات الطلاب وأوراق امتحاناتهم، ولا يلقي
بالاً لشكواهم، ولا يفكر في أحوالهم.
المُعلِّم المستبد:
العنيف الذي يسيطر على الأمور بقوة المتسلط
من سمات هذا الصنف من المُعلمين
أنه يفتقر إلى الروح الرياضية والمرونة الذهنية، وهو قوي الإحساس بمركزه
وسلطته، ويغلب عليه طابع الحرفية والتمسك بالأنظمة دون أن يأخذ بعين
الاعتبار الظروف الخاصة التي يمر بها بعض الطلاب، والهم الذي يسيطر عليه هو
إنهاء المناهج؛ فلا يعطي للثقافة العامة وتنمية شخصيات الطلاب ما تستحقه
من عناية واهتمام.
المُعلِّم الفوضوي:
مهزوز الشخصية ولا يستطيع ادارة الصف نحو الوجهة المنشودة
يسير المُعلِّم الفوضوي في الاتجاه المعاكس للمُعلِّم المستبد، فهو لا يأبه
بتوجيهات الإدارة، ولا يلتزم بالنظم المرعية، كما لا يهتم بإنهاء المناهج،
ولا يكترث بما يسمى الأهداف التعليمية. وهو يحمل في نفسه نوعاً من الرفض
للتقاليد التعليمية المعترف بها. إن الذي يسيطر عليه هو العلاقات الإنسانية
مع الطلاب. وحرصه على رضا طلابه ومسامرتهم يقع عنده في المرتبة الأولى،
ولهذا فإن المحصلة العلمية التي يحصل عليها طلابه من وراء تدريسه تعد
متواضعة.
المُعلِّم التقليدي :
لا يسعى لتطوير ذاته ومواكبة عصر التكنولوجي
نمط المُعلِّم العادي هو النمط السائد في معظم المدارس، ومستوى ما هو عادي
وغير عادي تحدده البيئة التعليمية العامة؛ فالمُعلِّم العادي في دولة
متقدمة يختلف كثيراً عن المُعلِّم العادي في بلد متخلف فقير. يحرص المُعلّم
العادي على إنهاء المناهج، كما يحرص على تنفيذ التعليمات العليا، لكنه مع
هذا يتيح للطلاب نوعاً من المشاركة، كما يتيح فرصة محدودة لطرح الأسئلة،
ومعرفته بمادته عادية، واهتمامه بتنمية شخصيته وتحسين فاعليته ضئيل أو دون
المتوسط.
فهل ترضى لنفسك أيها المعلم المربي أن تكون من بين هذه الأصناف السلبية؟
السمات الشخصية للمعلم الناجح
للمعلم الناجح أثر ايجابيا عظيما
في نفوس الطلبة ويتخلد ذكراه في قلوبهم على مر السنين والأزمان, وتتطيب
الأفواه بذكر فضائله وجمائله. فالمعلم الناجح تحيطه هالة من من السمات التي
تميّزه عن باقي الخلق .. فهو :
القدوة الحسنة في سلوكه الكريم وعلو خلقه :
- مخلص النية لله في عمله, لا يتبرم ولا يتثاقل من أعبائه ومهماته .
- يمتلك المعرفة العامة الواسعة تشتمل على فهم عميق للمواضيع التي يدرسها في الصف ويتسلح بالمعرفة المعاصرة.
- يكنُّ أحتراماً كبيراً لمهنته و يتميز بحب ذي طبيعة مزدوجة وهي حبه لطلبته وللمعلومات التي يضطلع بتدريسها.
- لا يغضب ولا يتأفف من أخطاء طلبته لإيمانه بأنه في موقع الخبير التربوي
الذي عليه مسؤولية تعليم الطلبة ورفع مستواهم التحصيلي, ولا يتوقع أن يكون
الطلبة قمة في الذكاء والتفوق بدون مجهود منه.
- يحترم الطلبة ويصبر على حركاتهم الصبيانية ويتحملها بروح الأبوة ويحتويها.
- عطوف ولا يسخر من الطلبة بل دائم التوجيه والارشاد لأخلاقيات المسلم الصحيحة وسلوكيات الإنسان المتحضر القويمة.
- يشعر كل طالب بأنه مميز ويعزز الطلبة ويرفع من معنوياتهم ويشجعهم على التعلّم
- يتواصل مع مرؤوسيه وزملائه باحترام ويتبادل الخبرات المهنية معهم .
- يستعين بذكر فضائل الله على البشر في دروسه ويظهر معجزات الله في خلقه ويظهر مقدرته وتدبيره في خلق الكون
ادارته الجيدة للوقت :
لله حكمة في تقسيمه لأيامنا إلى
مواقيت صلاة , فقد جعلها كنقاط ارتكاز في يومنا, لنتوقف في محطات زمنية
منتظمة لنقوم بتطهير أجسادنا وأرواحنا ونعيد النظر فيما أنجزناه وما سنقوم
به من أعمال أعمالنا .. كما وشمل تخطيط تقسيم سنواتنا إلى أشهر معلومات
تتوزع عليها العبادات بما يتناسب مع قدرة النفس البشرية. لم نحس بالارهاق
من توالي ترتيبها بل تتجدد قوانا في كل مرة ونترقب عودة أيامها من صيام
وحج وصلاوات بلهفة وشوق.
المعلم الناجح هو يحسب ويقّدر ما
عليه من مهام وواجبات ويقوم يتوزيعها بحكمة على خطته السنوية للمنهاج وعلى
خططه اليومية والشهرية ويتقيد بإظهار المدة الزمنية فيها .. فيصبح عمله
كخريطة العمل الظاهرة أمامه .. فيبتعد عنه شبح الفشل أو الالتحاق بالوقت
لانهاء اعماله, ويكون واثقا من قدرته على الإنجاز وتحقيق أهدافه.
لا يتأخر عن حصصه ولا يتثاقل من رفقة مع طلبته, ويخشى الله في راتبه فلا
تضيع دقيقة من حصته إلا في تعليم الطلبة وتدريبهم على التعلّم وارشادهم لما
فيه صلاح حياتهم
متقن لعمله ملما بأصولها ومبادئها :
محطة علينا التوقف عندها كثيرا لتقدير أهميتها .. ونعيش جو المعلم المؤثر
اختبار حلوى المارشميلو “The Marshmallow Test.”
دخل المدرب على المتعلمين ووزع
عليهم عدد من حلوى المارشميلو واعلن بأن المطلوب منهم تنفيذ مهمة بسيطة,
فما عليهم إلا أن يرموا حبات الحلوى في السلة. وبالطبع أكّد على ثقته بقدرة
الجميع على فعل ذلك.. والآن .. استعدوا؟ سددوا؟ ارموا؟"
بالطبع .. اندهش الجميع وهناك من صرخ متسائلا .. "لكن أين السلة ؟.. كيف سنرمي ولا توجد سلة؟ "
ابتسم المدرب عندئذ وقال " نعم تذكرت , إذن أنتم بحاجة لهدف واضح مرئي؟ " فوافق الجميع بارتياح.
عندها قام المدرب بإظهار سلة كبيرة من خلف كرسيه. وحملها وبدأ المشي وهو حاملها !
" الآن هذه هي السلة .. استعدوا؟ سددوا؟ ارموا؟" البعض منهم رمي وحاول ولكن بقى المعظم محتارا .. ولم يحرك ساكنا
فسأل المدرب :" ما المشكلة ؟ "
ردوا : " السلة متحركة! وهذا يجعل من التصويب صعبا !"
أجاب المدرّب ببسمة المدّرك :" إذن نحن لا نريد هدفا فقط, إنما يجب أن يكون ثابتا أيضا"
وافق الجميع وتنفسوا الصعداء, فوضع السلة على الطاولة لتكون في متناول الجميع ثم طلب منهم
" والآن .. استعدوا؟ سددوا؟ ارموا؟"
رمي الجميع وقد أصاب البعض ولكن المعظم أخطأ ..
فسأل المدرّب .. " ما رأيكم .. هل أقوم بتسجيل هذه المحاولة وأثبتها في سجل تقويمكم ؟"
بالطبع رفض الجميع باستنكار وقالوا هذا " ليس عدلا, لأننا بحاجة للتدريب على الرمي أولا .. "
هي قصة فيها الحكم التي تخبرنا أننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار قبل كل درس:
- أهمية وضوح المفاهيم والأهداف
المطلوبة من دروس وتحديد النتاجات المراد تحقيقها من كل وحدة لكل من الطالب
والمدرس وتثبيتها على السبورة.
- ما تتوقعه من طلبتك وكيف سيتم ادارتهم لانجاز المطلوب.
- أهمية التدريب الموجهة من خلال تصميم المهمات المناسبة واستخدام
استراتيجيات التدريس المتنوعة للدروس والاستفادة من التغذية الراجعة.
- استخدام استراتيجيات التقويم المتلائمة مع أهداف ونتاجات الدرس المتوقعة.
وقبل أن نبدأ بخطوة للأمام, لنأخذ خطوة للخلف ..
التدريس له هدف واحد فقط وهو تسهيل التعلّم . التعلّم يمكن أن يحدث بدون التدريس ولكن التدريس لسوء الحظ لا يحدث بدون التعلّم
ما هو الهيكل المعرفي؟ وكيف يتم بنائه؟
بدون البناء لا توجد معرفة! ..
يتداول الطلبة الكثيرمن المعلومات
ويتعاملوا معها خلال العملية التعليمية في مدارسنا , ومثل هذه المعلومات
التأسيسية متوفرة وبغزارة في مصادر المعرفة من كتب وانترنت ويسهل التوصل
لها بأي وقت ومتى ما أردنا. هي ارقام الهواتف أوعواصم البلاد أوتاريخ
الأحداث أومواقع بلاد, أوأسماء رجال سياسة أونتائج الانتخابات.إن مثل هذه
المعلومات هي حقائق انفصلت عن سير الأحداث الواقعية واصبحت مجردة لا قيمة
لها إلا في موقعها. ما تحتاجه البشرية للتقدم والتطوّر هي المعرفة. إن
المعرفة بناء متكامل من نماذج تم تجميعها من ملاحظات واتبعتها التأملات
وعرض أفكار شخصية لمفكرين عن الموضوع و شبكة تم حبكها من الإفتراضات بدقة
فولّدّت التنبؤات والتطبيقات.
طلبتنا ليسوا أغبياء, هم مبتدؤون في نظامنا. يلتحقوا في المدارس ليتعلموا
المنهاج المقرر والذي يحتوى على مواضيع حزم مطلقةلا يربطها معنى.
ومع ذلك يطلب منهم حفظها دون فهم! هي حقائق توجد في كل مكان كأرقام دليل
الهاتف, كانت قد اكتشفتها البشرية ولم يكن لنا ولا لطلبتنا دورا فيها.
ومن هذا المنظور, فإن تذكرها وحفظها لن يتم إلا من خلال استراتيجيات تعطيها
المعنى وتجعلها مقبولة منطقيا. فقد يستهجن طلبتنا المنهاج إذا لم يصلوا
لتعريف أساس المفهوم أولب الفكرة والمبدأ المعطاة. وسيصعب عليهم الحفظ
وإثبات الحقائق بالمحاولة والخطأ وحل المشكلات لمواقف لن يعايشوا الصورة
المكتملة لنموذج المعرفة وسياق تولّدها والذي من السهولة على الخبير من
رؤيتها بوضوح.
إن طلبتنا يعانوا من مشاكل في
تصوّر كيف تم تصنيف المعلومات وكيف تم وضع الفرضيات لتفسير الحقائق .إن
هناك حاجزا بين طلبتنا ونموذج المعرفة فلم يعايشوا مراحل تكونها وبنائها.
إن العمليات العقلية وتخزين المعرفة واسترجاعها هي ليست فقط عملية تجميع
للحقائق إنما هي تنظيم تصوري منطقي ومتواصل لكل نطاق من الأجزاء الغير
مترابطة من المعلومات.
المعرفة هي بناء كبير متكامل يتم بناء هيكله في ذهن الطلبة أثناء عملية
التعلّم. حيث تترتب المعلومات الجديدة والحقائق المكتسبة والكلمات في
أماكنها المنطقية من هذا البناء. وهذا يتوجب وجود الهيكل منذ البداية
مسبقا. وبدون هذا البناء في الذهن , فإن الطلبة سيفشلوا في ادراك واسترجاع
المفاهيم الجديدة.
والسؤال الذي سيطرح نفسه الآن .. ماذا سيتطلب لبناء هيكل المعرفة في ذهن الطلبة ؟كم يلزمه من الوقت, أسابيع أم أشهر أم سنوات .. ؟
إن الهيكل المعرفي يتم بنائه من خلال رؤية ومتابعة النماذج وايجاد العلاقات
من خلال الملاحظات للظواهر من حولنا وهذا سيقود إلى تعميمات وحقائق بسيطة
ومترابطة.من هذه العملية المتسلسلة توجّب علينا دفع طلبتنا لأن يخوضوا
التجارب ويحاكوا الأحداث ويعايشوا الأحداث حتى يتم التعلّم وتذكّر المعرفة
المكتسبة وتثبيتها في الذاكرة.
وبمفهوم آخر, علينا اتاحة الفرصة لطلبتنا بأن يخوضوا في عملية التطبيق الواقعي للمعرفة.
قد يعتقد الكثير بأنه معقدا فلن يلتفت له أو يحاول تجريبه مع طلبته وهكذا
تفنى الفكرة. لكن .. لابد من الممارسة والتدريب . فنحن حتى نهيئ الجو
المثالي لطلبتنا للتعلّم فإنهم يجب أن يطبّقوا النماذج المتعارف عليها
والتي تم أثبات نجاحها منذ القدم. وما يلزم هو القليل من التأمل والتدبّر
بمثل هذه النماذج حتى تترتب في مواقعها في الهيكل المعرفي المؤسس في عقول
طلبتنا مما يؤدي ذلك إلى اعطاء معنى للمعلومات المدخلة ويجعلها ظواهر
قابلة للفهم وبالتالي يجعل من النظريات سهلة التداول والتطبيق. كما وأنه
ستكون هناك محاولات من قبل الطلبة لملء الفراغات في بنائهم المعرفي, وهذا
قد يقودهم لفرضيات منطقية تعطي تفسيرات منطقية لبعض الظواهر من حولنا, وهذا
ما كان يحدث مع علمائنا من القدم, حيث كانوا يتنبؤون بما هو غير مكتشف لسد
الثغرات التي واجهوها في منطقية العلم المكتسب.
في العادة, يتدرج الناس في تخصصاتهم المهنية وتنمو مهاراتهم كلما تدربوا
ومارسوها, كما وأنهم قد يمزجوها مع أفكارهم وهكذا يصبحوا متخصصين خبراء
فيها.
إلا وأنه للأسف, في حالة معظم طلبتنا الذين يلتحقوا بمدارسنا, لا يتوفر
لهم هذا النمو الطبيعي لاتقان المهارات حيث أن الوقت لهم غير كافي لادراك
ما هو النموذج الذي بنوه في أذهانهم. وما يحدث لهم ما هو إلا استعجال في
ادخال كم هائل من معلومات المناهج الدراسية بدون توقف أو تروي ليتم تثبيتها
بالطرق المناسبة في أذهان الطلبة وتطبيقها , وبالطبع هذا عادة ما يؤدي
لنسيانها وعدم تداركها.
وهنا تقع مسؤوليتنا في اصلاح هذا الوضع وعلينا اعتماد مبادئ التعليم
التكميل. كأن يتم تكليف الطلبة بالمهمات والأنشطة التي تسترجع معلوماتهم
وتجعلهم يطبقونها في حياتهم اليومية وتدفعهم للتفكير. حتى نعطي الفرصة لجعل
تلك المعلومات تترتب في الهيكل المعرفي الذي يتم بنائه في اذهانهم. وكلما
جعلنا للمعلومات فائدة من وجهة نظر الطلبة كلما قام الطلبة بتنظيمها بشكل
أفضل وتحليلها لاستخلاص الفائدة العملية منه وفهمها. وكلما كانت النماذج
التي نوفرها لهم واضحة ومفهومه, كلما أخذت موقعها في هيكلهم المعرفي بشكل
أسرع وأثبت.
وهذا وصف مبسط للبنائية والتي حظيت بالاهتمام الكبير في السنوات الأخيرة ،
فهي نظرية عن المعرفة والتعلم ، وتقدم تصوراً عن المعرفة وعن الطريقة التي
يحدث بها التعّلم . وهي ترى أن المتعلم يبني بنفسه فهمه الخاص عن العالم
من حوله بدلاً من أخذ هذا الفهم عن الآخرين ، فالبنائية تضع المتعلم في
مركز عملية التعلم .
• وتقدم البنائية بما تحويه من فلسفة تربوية تعلماً أفضل ، فالفرد يبني
معرفته بنفسه من خلال مروره بخبرات كثيرة تؤدي إلى بناء المعرفة الذاتية في
عقله . وبهذا تصبح المعلومات المتوفرة في المصادر المختلفة كالمواد الخام
لا يستفيد منها الإنسان إلا بعد قيامه بعمليات معالجة لها . فبعد وصول
المعلومة للطالب يبدأ بالتفكير فيها وتصنيفها في عقله وتبويبها وربطها مع
غيرها . وهكذا إلى أن يصبح ما تعلمه ذا معنى ومغزى ، وهنا يمكن القول بأن
الطالب تعلم شيئاً.
• والبنائية ترى أن التعلم الذي له معنى أو التعلم الحقيقي هو الذي ينتج عن
التأمل أو التروي ، وأن التعزيز لايأتي من البيئة بل ينتج من أفكار
المتعلم ذاته .
• أما المعلم ، فيصبح دوره هو التوجيه والإرشاد ، وطرح قضايا عامة دون
التدخل في جزئياتها ، بل على الطالب تحليل تلك القضية والتعرف على جزئياتها
ومعطياتها ، ومن ثم استنتاج العلاقات وتركيب بنية معرفية قائمة بذاتها .
فالمعلم يجعل المفاهيم الموجودة عند الطالب واضحة ، كما أنه ينظم بيئة
التعلم ، ويوفر أدوات التعلم ، ويشارك في إدارة التعلم وتقويمه ، وهو مصدر
إحتياطي للمعلومات إذا لزم الأمر .
قد تكون دعوتي غير مألوفة أو غريبة .. قد يتصور البعض صعوبة تطبيقها أو هي كلمات من الأحلام
لكن متى .. وعى معلمنا هذه الحقائق , يكون قد قطع شوطا في اعادة التفكير في
كيفية جعل مهنته كمعلم أكثر تأثيرا وأقوى في معالجة المشكلات التي نواجهها
أثناء المهنة .
1. تواصل معهم
"إذا لم تصل إليهم, فلن تستطيع تعليمهم. "
وهذا يظهر لك أهمية التمهيد الجيد
والمثير للانتباه. فلاحظ من العبارة بأن الطلبة في البداية عادة ما يكونوا
منفصلين عن العملية التعليمية , فعلينا تهيئة الجو والبيئة الصفية بحيث
نلفت انتباهم وندفعهم للتفاعل معنا. وهذا يكون بجعل الطلبة هم محور العملية
التعليمية بدلا من أن يكون المعلم. وذلك باستخدام طرق التعلّم النشطة
المختلفة مثل التعلّم بالاستكشاف وحل المشكلات والتعلّم المعتمد على
المشاريع والاستقصاء. من البديهي أن لتخزين أي معلومة في الدماغ يجب أن تمر
أولا عبر الحواس, لذا وجب علينا استخدام أساليب تعلّم تراعي توجهات وميول
الطلبة واستدعاء ما يثير دافعيتهم للتعلّم وتشجيعهم على العمل أثناء الحصص.
-اسعى قدر الامكان لاستخدام المنبهات الحسية المتنوعة في صفك. فلكل متعلم
يتميّز بحاسة معينة يعتمد عليها في استيعاب المعلومات فقد يكون بصريا أو
سمعيا
-استعمل التشجيع العرضي الدائم مع الطلبة لابقائهم في جو الحماس والرغبة في التعلّم.
- تباحث مع زملائلك عن انجح الطرق في توصيل المعلومة بطرق حيوية نشطة.
- اختبر جو الصف أثناء الحصة. هل احسست بأنك وفّرت معظم احتياجات الطلبة؟
هل هم سعداء ومتقبلين لرفاقهم في الصف ومتوافقين مع الجو الدراسي؟ هل
بإمكانك عمل شئ آخر لتحسين الوضع وجعل الطلبة أكثر تقبلا للدرس ؟
2. التأمل
"التأمل ليس ترفا إنما ضرورة "
هناك افتراض مضحك عن التعليم قديما
.. وذلك بأنه المقدرة العملية على نقل المعلومات للطالب المتلقي بدون
مرورها على عقله. أنا اعلم بأن هذه المقدرة متيسرة لمعظم طلبتنا, وأنه
باستطاعتهم أخذ المعلومات بطريقة آلية دون التفكير في مكنوناتها وحفظها
لتوفير عليهم جهد التفكير والتدبّر. ولكن دورنا هنا أن نجعل الطالب يتريث
قليلا ونساعده على التفكّر بالمعلومة الجديدة وربطها مع ما عنده من مخزون
معرفي. إن هذه العملية ستنقل الطالب لمستويات التفكير العليا.
- قد يتجاوب بعض الطلبة مع التأمل المركّز أكثر من غيرهم لأنهم يكونوا
بحاجة للقيام بذلك بأنفسهم وليروا المعلومة بطريقتهم. لذا كن على استعداد
تام لاثارة من لا يريد ان يتعامل مع التأمل.
- بالرغم من التأكيد في معظم المدارس على ان هذه الخطوة زائدة إلا أنه ضع
في ذهنك أن هذه الخطوة قد تحدث فرقا كبيرا في الوصول للذاكرة.
- قد يبالغ بعض الطلبة في تأمل وتحليل الأوضاع, وقد لا يقدم البعض الكثير. لذا انتبه للزمن المناسب المستحق لهذه الخطوة.
- بأي طريقة تستخدمها مع طلبتك لتدريبهم على عملية التأمل, اعلم بأنك هنا
تسمح للعقل وتعطيه زمنا ليكون مترافق مع العملية التعليمية.
. تشفير المعلومات
"معالجة المعلومات ذاتيا واستيعابها "
تحويل المعلومات إلى قوانين وأسس
اجرائية متبعة هي طريقة لتنظيم المعلومات في العقل بمستويات متعددة.
فالطلبة سيقوموا بالتعامل مع المعلومات بالطريقة التي تناسب مقدراتهم
وفهمهم ليدمجوها مع معرفتهم السابقة ثم يتم تخزينها في مساحة الذاكرة
الطويلة. ونتيجة لهذه العملية سيستطيع الطلبة تمثيل المعلومات بالكلمات
التحريرية أو بالكلام الشفوي أو برسم الصور أو بالتمثيل. والمعلومات التي
تعالج ذاتيا بهذه الطريقة ستكون هي الأسرع استردادا حين الحاجة والاكثر
ثباتا في الذاكرة.
- لو اعتبرنا تدريبك الحالي. فهل تقوم باعادة تشفير المعلومات في ذهنك ؟ أم
تتقبلها كما هي ؟.. فكيف بإمكانك استغلال هذه الخطوة وتطبيقها في خطط
دروسك؟
- اتباع هذه الخطوات بشكل منظّم سيساعد طلبتك على تحديد أي الاستراتيجيات
هي المؤثرة بهم وانها قد عطتهم النتائج الايجابية في التعلّم.
- ضع في عين الاعتبار أنماط التعلّم لدي طلبتك، وانتبه للفروق الفردية
وتلمس احتياجاتهم وميولهم. فهناك من هو بحاجة للكتابة وهناك من هو بحاجة
لرسم الصور واللوحات للتعبير عن فكره وهناك من هو بحاجة لعمل النماذج
وهناك من هو بحاجة للتعبير الشفوي عما اكتسبه من معلومات.
4. التعزيز
"التعزيز والتغذية الراجعة تجعل التعلّم أكثر حيوية"
من الخطوة السابقة, سيكتشف المعلم
مدى مطابقة توقعاته لتوقعات طلبته بمراجعته للولب التغذية الراجعة. فيتأكد
من أن العملية التعليمة تسير كما يجب, كما وبإمكانه تحديد نقاط الضعف
الواقعة ليتم تقويمها قبل دخولها إلي مساحة الذاكرة طويلة الأمد فيصعب
عندئذ تغييرها.
- التغذية الراجعة يجب أن تكون بوقتها, فانتبه لعبارات التعزيز التي تستخدمها .. هل تعمل بكفاءة أم بحاجة إلى لإضافات؟
-انتبه للعلاقة ما بين انماط التعلّم وطرق التعزيز. فالمتعلمين ذوي الانماط
المختلفة قد يلزمهم طرق مختلفة في التعزيز. فالمتعلّم الحركي يكون بحاجة
لتربيت خفيف على كتفه, أو السير معه عند التعليقعلى اجابته.
-التعزيز له خصوصيته وهذا الوقت المناسب للطلبة بأن يحصلوا عليه قبل ان
تنقلهم للخطوات الاخرى. فأنت تريد ان تكون واثقا بأن طلبتك سينجزوا
واجباتهم ويتدربوا على المهارات المراد اتقانها مع فهمهم للمعلومات بالشكل
الصحيح
5. التمرين والتكرار
"التمرين والتكرار مهم لادخال المعلومات في الذاكرة طويلة المدى "
كل من التمرين الروتيني أوالموسّع
المتخصص له دوره في وضع المعلومات في الذاكرة طويلة الامد. وقد تدخل عملية
الممارسة والتدريب إلى مستويات التفكير العالي إذا ما تضمنت التطبيق
والتركيب والانتاج . فاستراتيجيات التدريب على التقنيات ستكون عاملا بناءا
لكل من المعلم والطالب وستكسبهم الخبرة ذات الامد الطويل.
- إن التمرين هي الوقت المثالي للوصول لكل الطلبة بشكل فردي. ويمكن نمذجة الواجبات والمهمات بحيث تتطابق مع نمط المتعلّم.
- من أفضل الطرق لخزن المعلومات في الذاكرة هو التعلّم مع القليل من الدعم والتدريب.
-اعتبر أن كل من التمرين والممارسة حلقة متصلة وتراعي البيئة المحيطة وتجعل
من التعليم حالة فريدة متميّزة وذلك من خلال عمل اللوحات والصور وكل
الترتيبات التي تساعد في تخزين المعلومات بشكل ثابت في الذاكرة.
- تشجيع الطلبة على تنفيذ التمرين والتكرار بطريقتهم الخاصة والتي تناسب قدراتهم.
6. المراجعة
"بدون المراجعة فإن معظم المعلومات ستفقد من الذاكرة "
بما أن التكرار والممارسة ستضع
المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد, فالقيام بالمراجعة ستكون فرصة لاسترجاع
تلك المعلومات والتعامل معها بالذاكرة العاملة للحصول على منتجات. بما اننا
سنعّرض الطلبة لاختبارات تقيس قدراتهم فعلينا ان نطابقها مع طرق تدريسنا
والمهمات التي سنكلفهم بها حتى نوفّر لهم الفرصة لاتقانها. فالمراجعة يجب
أن تتضمن مهارات عرض تقديمية واختبارات تعبيرية شفوية.
- عند التخطيط لدرسك, قم بالتجطيط لطريقة مراجعته.
- بعض المعلومات الواقعية قد يصعب استيعابها من قبل الطلبة لجمودها, فإن
استطعت بايجاد طرق لطيفة أخرى لحفظها سيكون هذا في صالح الطلبة.
- الوقت هو عامل العدو الكبير في العملية التعليمية والواضح ان المراجعة
مستهلك رئيسي للوقت, لذا الحكمة تكون في تخصيص الوقت المحدد والمناسب
للمراجعة.
- المراجعة تقوي من اتصالات الذاكرة طويلة المدى, فكيف بإمكاننا تكثيف عملية المراجعة في حصصنا؟
7. الاسترجاع
"استرجاع المعلومات من الذاكرة قد يعتمد على اشارة أو موقف أو حركة ما "
إن نوعية المهمات المستخدمة في
العملية التعليمة قد تؤثر على مقدرة الطالب في استرجاعها. استرجاع
المعلومات من مخزن الذاكرة قد يعتمد على إشارات خاصة أو قد تقدح في أي لحظة
أثناء التعامل مع مجريات الحياة ويتم استدعائها. إنما عادة يكون التوتر
عاملا مثبطا هذه العملية.
- تنمية مقدرة الطالب في سرعة استرجاع المعلومة تعطي الطالب الثقة بذاته
والراحة النفسية, فكيف بإمكانك تعزيز هذه المشاعر في نفس كل طالب من طلبتك
في فصلك؟
- بعض الطلبة قد يعاني من ضعف مقدرته على معالجة المعلومات وبطء في
استرجاعها, ما خصائص المهمات التي ستصممها لجعلهم يلحقوا بركب زملائهم؟
- تذكير ثابت: ما الأدلة التي ستتقبلها من طلبتك والتي تثبت لك فهمهم الصحيح للموضوع؟
الادراك :
" معلمي .. أين أنت من هذا البحث ؟"
كثير من المعلمين يقول: " أنا لا اهتم بلماذا.. أرجوك فقط قل لي ما يجب عليّ أن أعمله."
فما اعتقده أن معرفة اللماذا .. هي التي تعطينا الأسباب للاستمرار في أعمالنا واتقانها, والابتعاد عن الروتين
وفي ختام المحاضرة .. أتمنى أن أكون قد أعطيت القليل وأترككم مع هموم المعلم ومعيقات عمله وتعليقاتكم على هذه الصورة