عندما أصبح الأعرابي عيسي بن عمرو واليا على البحرين كان مفلسا لدرجة كبيرة 00 فتح خزائن الولاية فوجدها خاوية حينئذ صرخ فى الخازن : أين الخراج ؟؟؟؟؟؟؟
قال الخازن فى هدوء : أرسلناه الى أمير المؤمنين يا مولاى 000
هتف الأعرابي فى ضيق:
أين الضرائب والمكوس ؟؟؟
رد الخازن كعادته فى هدوء :
سرقها الوالى السابق 0
اذا ماذا يفعل الوالى الجديد 0؟؟؟؟
أطرق مليا ثم رفع رأسه متسائلا :
ألا يمكن ان نفرض ضرائب جديدة ؟؟؟
هتف الخازن ::
مستحيل يا مولاى 00لقد استنفدناهم حتى آخر درهم 00
حينئذ فكر الوالى ثم قال :
ألا يوجد بينهم أغنياء ؟؟
قال الخازن :
ربما اليهود 00 انهم يتعاملون بالربا 00 وكل معاملاتهم تدور فى الخفاء 00 ومن الصعب احصاء ما لديهم من أموال 00
فرك الوالى المتحذلق الذكي يده فى سرور وقد أدرك أنه عثر على أول خيط وهتف بالخازن :
أرسل الرسل الى رؤساء اليهود ليجمعوا عندى 000
فى اليوم التالى أقبل رؤساء اليهود وأحبارهم 00كانوا يلبسون القلانيس السوداء ويتحدثون بصوت خفيض ويبالغون فى الانحناء 000كانت وجوههم مصفرة وقلوبهم هواء 00وقطع هذا الصمت قول الوالى لهم
لا تقلقوا إنما جمعتكم لأتحدث معكم فى أمور الدين فقط 0000
حينئذ تنفسوا الصعداء ( لأن الأمر لا يتعلق بالمال طبعا ) وبدأ يسألهم :
ما رأيكم فى عيسي بن مريم ؟؟؟؟؟؟
ترددوا طويلا 00 ثم قال أحد الأحبار : لم نعتقد بصدقه لذا فقد رفضنا اتباعه 00
أومأ الوالى رأسه موافقا وهو يقول :
امر طبيعى كل واحد حر فيما يعتقد 000
اندهش اليهود من موافقة الوالى - المسلم - ولكنه أطرق قلبلا وعاد ليسألهم :
فما فعلتم بعيسي بن مريم لما رفضتم اتباعه ؟؟؟؟؟؟؟
تردد اليهودى الآخر ثم أجمع أمره وقال ك
عذبناه وحاصرنا أتباعه 000
قال الوالى فى سرعة :
هكذا كان يجب ان يكون0000
ثم عاد لسأل مرة أخرى
ثمماذا فعلتم به بعد هذا ؟؟؟؟؟؟
وكان رئيس الأحبار قد تشجع بموافقات الوالى المتكررة وتشجيعه لهم فهتف فى فخر واعجاب وانتصار :
نحن قتلناه وصلبناه وعذبناه 0000
حينئذ أومأ الوالى الذكي برأسه موافقا :
لا جرم 000 كان يستحقها 00 ولكن هل دفعتم ديته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال الحبر وقد اختنقت أنفاسه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دية من ؟؟؟
قال الوالى : دية عيسي بن مريم ؟؟
قال الحبر : ولكن 00000
وهنا صاح الوالى فو صوت يملأه الغضب : عجبا يا معشر يهود 000 أتقتلونه وتنكرون ديته ؟؟؟؟؟؟
حينئذ هتف اليهود : نحن لا نعلم 0000
فعاد الوالى يصيح :: لقد اعترفتم بقتله وإن لم تدفعوا الدية الآن أخذتكم بدمه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهنا تشاور اليهود طويلا 00 ولم يكن هناك مناص من الدفع 00 تمتم رئيس الأحبار وهو ينصرف :::
لو كنا نعرف كم سيكلفنا هذا الأمر ما كان أجدادنا قد صلبوه أبدااااااااااااا000
وأترك لفطنتكم التعليق
========================
الناصح الأمين
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يفتقده لا يتوقف عن السؤال عنه 0 لايحس بطعم الحياه ولا الطعام ولا الشراب الا معه لأنه صديقه المحبب اليه :
صاح الخليفة الوليد بن يزيد :
أين صديقى ورفيقى عمرو بن عتبة ؟؟؟
وبمجرد أن سمع الحرس هذه المقولة انتشروا بطول دمشق شرقها وغربها يبحثون عن صديق الخليفة المفضل 00
ولكن يبدو ان هناك مشكلة كبيرة تواجه الخليفة 00 فقلوب العامة من الناس دائمة التغير ، وحركات المعارضة فى كل مكان لا تسكت على الأوضاع فى البلاد من غلاء وظلم واستبداد ودوام الحال من المحال و((القلب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها
كيف يشاء 000)) - كما فى الحديث الشريف 0
- سأل الخليفة رجال البلاط والوزراء (الأمناء فقط على مصالح الخليفة ) قائلا :
لماذا تغير الناس 000 هل هناك إحساس بالظلم 00؟؟
الجواب معلوم 000 فلم يجرؤ أحد منهم اخباره بما يحدث 00
لم يكن هناك الا الصديق الوفى للخليفة : عمرو بن عتبة 0 الذى هب واقفا وقال :
يا أمير المؤمنين إنه ينطقنى الأنس بك 00 وتسكتنى الهيبة لك 00 فهل أسكت مطيعا
ام أقول مشفقا ؟؟؟؟؟؟؟
- كان الوليد يحبه ويؤثره فقال له :
- كل ما تقوله مقبول منك 00 ولك الأمان يا عمرو 0
- وبدأ عمرو بن عتبة يتحدث 00 فقد كان يهبط بالأسواق فيرى التجار يتحكمون فى أرزاق الناس ويري قادة الجيش يتحكمون فى أرضهم وضياعهم بينما يري القضاة يأخذون الرشاوى من الخصمين والشرطة يتقاسمون مع اللصوص 00 والنخاسون لا يفرقون بين الحر والعبد 00 فيحمل كل المظالم هذه اليومية ويسير بها الى صديقه الوليد أمير المؤمنين 00والخليفة يستمع موافقا 00 وأحيانا مندهشا 00 ثم بعد ذلك واجما غضبانا 00
ولم يعد عمرو بن عتبة يجد متعة فى الغناء 0 ولا مهربا فى الشراب ولا سلوى فى الشعر 000 بل تراكمت هموم الناس لتصبح صخرة كئود فوق صدره وصدور سامعيه والمظالم كل يوم فى ازدياد ولاتنتهى فمن رحم كل مظلمة تولد مظلمة أخرى0
هجر عمرو الثياب الحريرية والحلة القشيبة والجواري البيض ولبس الثياب الخشنة وسار فى الأسواق يسمع اكثر ويري أكثر ويتألم اكثر واكثر وظل يوالى الدخول على الخليفة ويخبره بكل مايراه ويسمعه حتى تحول الشراب اللذيذ الى مر علقم 0
- وذات مساء وبعد توالى اليالى الكئيبة اكتشفت جثة عمرو بن عتبة - صديق الخليفة - ملقاة فى الطين على جانب الطريق الذى يصل بين بيته والمسجد 00 كانت هناك خمس طعنات فى ظهره وطعنة واحدة فقط فى عنقه 00
ولم يعرف حتى الآن من الذى قتل عمرو بن عتبة - صديق الخليفة الناصح الأمين
-=========================
الخليفة الجائع فى زمن الجوعى من يطعمة
أخرج الخدم والعبيد كل ما فى القصر من متاع وأنزلوه الى باب القلعة وهناك جلس الخليفة الفاطمى المستنصر بالله يبيع بنفسه كل هذه الأشياء بل ويتوسل للمارة أن يشتروا منه شيئا أى شئ0كان الخليفة يمسك فى يده قناديلا من الفضة وهو يصيح بالمارة : ( هذه قناديل مشهد الخليل ابراهيم 000من يشترى قناديل الأنبياء ؟؟000)
ولكن المارة الجائعين الذين كانوا يبحثون عبثا عن شئ يسد جوعهم لم يلتفتوا الى الخليفة مع جلال قدره لأنه فى زمن الجوع لافرق بين وزير وخفير 0فمنذ أيام سيدنا يوسف عليه السلام لم تشهد مصر سنوات جوع مثل هذه السنوات السبع ، حيث كان النيل غائبا جافا كشف عن قاعه الطينى الملئ بعظام الجثث وهياكل السفن -والعبارات- الغارقة 0بل ولم يشاهد أحد فى أي عهد مثل ما حدث فى عهد المستنصر بالله أطول الخلفاء تاريخا على الاطلاق فقد حكم ستين عاما وأربعة أشهر 0
كان الخليفة يمسك فى يده الأثواب الموشاة بالذهب والعباءات والثياب الحريرية وهو يصيح بأعلى صوته هذه ثياب خلفاء بني العباس كنا نحتفظ بها فى مصر لنعايرهم بها 00 ألا من يريد أن يشترى ثياب الخلفاء 00ألا أحد يريد أن يعاير خلفاء بنى العباس ؟؟ ولكن الناس جوعى ولا مجيب 000
كل شيء فى المدينة كان قابلا للأكل فقد أكل من حيوان أو انسان فكل الدواب تقريبا قد أكلت 0 البغل بيع بعشرة دنانير والكلب بخمسه والقط بثلاثة والفأر باثنين والبيضة بواحد واكتشفوا أن بعض الطباخين قد اختطفوا هم أيضا بعض الصبيان والنساء وذبحوهم ثم باعوهم مطبوخين 0 ياللهول 0000
كان الخليفة يمسك فى يده سيوفا وخناجر مطعمة بالياقوت وعقودا من اللؤلؤ والبللور وما زال يحاول مواصلة البيع :
( سيوف المعز وجواهر الفاطميين كل مقتنيات جدى للبيع 00 من يشتريها ؟؟؟ من يعطينى مقابلها قمحا أو دقيقا ؟؟؟؟؟؟؟؟)0
كانت القري على امتداد النيل قد امتلأت بالموتى 00 ولو وفى النيل بميعاده فلن يجد أحدا يستقبل الماء ويزرع الأرض 0 وكانت أمالخليفة قد أخذت بناتها ورحلت عن مصر تستجير بخليفة بغداد والقادة قد ألقوا السيوف والوزراء قد هبطوا للأسواق والحمامات ليعملوا فى أى شيء ، واستولى غلمان الخليفة على آخر فرس له فذبحوها وأكلوها 00 وظل الخليفة المسكين يصرخ دون أن يلتفت اليه أحد 00لم يشتر من شيء 00 فقال فى جنون حقيقي (( خذونى إذا 00 اعطفوا على 00 لا أحد يذل ملوكه لهذه الدرجة 00 دعونى أعمل فى أى بيت من بيوتكم 00 اللعنة عليكم يا جوعى يا اولاد الجوعى 00))
ثم انصرف الخليفة المعذب الى قلعته حزينا جائعا وترك كل شئ خلفه لم يبال أحد بأخذ أي شئ لماذا ؟؟؟
لأن الأمة الجوعى لا تستطيع أن تطعم الخليفة الجائع ، :
قال الخازن فى هدوء : أرسلناه الى أمير المؤمنين يا مولاى 000
هتف الأعرابي فى ضيق:
أين الضرائب والمكوس ؟؟؟
رد الخازن كعادته فى هدوء :
سرقها الوالى السابق 0
اذا ماذا يفعل الوالى الجديد 0؟؟؟؟
أطرق مليا ثم رفع رأسه متسائلا :
ألا يمكن ان نفرض ضرائب جديدة ؟؟؟
هتف الخازن ::
مستحيل يا مولاى 00لقد استنفدناهم حتى آخر درهم 00
حينئذ فكر الوالى ثم قال :
ألا يوجد بينهم أغنياء ؟؟
قال الخازن :
ربما اليهود 00 انهم يتعاملون بالربا 00 وكل معاملاتهم تدور فى الخفاء 00 ومن الصعب احصاء ما لديهم من أموال 00
فرك الوالى المتحذلق الذكي يده فى سرور وقد أدرك أنه عثر على أول خيط وهتف بالخازن :
أرسل الرسل الى رؤساء اليهود ليجمعوا عندى 000
فى اليوم التالى أقبل رؤساء اليهود وأحبارهم 00كانوا يلبسون القلانيس السوداء ويتحدثون بصوت خفيض ويبالغون فى الانحناء 000كانت وجوههم مصفرة وقلوبهم هواء 00وقطع هذا الصمت قول الوالى لهم
لا تقلقوا إنما جمعتكم لأتحدث معكم فى أمور الدين فقط 0000
حينئذ تنفسوا الصعداء ( لأن الأمر لا يتعلق بالمال طبعا ) وبدأ يسألهم :
ما رأيكم فى عيسي بن مريم ؟؟؟؟؟؟
ترددوا طويلا 00 ثم قال أحد الأحبار : لم نعتقد بصدقه لذا فقد رفضنا اتباعه 00
أومأ الوالى رأسه موافقا وهو يقول :
امر طبيعى كل واحد حر فيما يعتقد 000
اندهش اليهود من موافقة الوالى - المسلم - ولكنه أطرق قلبلا وعاد ليسألهم :
فما فعلتم بعيسي بن مريم لما رفضتم اتباعه ؟؟؟؟؟؟؟
تردد اليهودى الآخر ثم أجمع أمره وقال ك
عذبناه وحاصرنا أتباعه 000
قال الوالى فى سرعة :
هكذا كان يجب ان يكون0000
ثم عاد لسأل مرة أخرى
ثمماذا فعلتم به بعد هذا ؟؟؟؟؟؟
وكان رئيس الأحبار قد تشجع بموافقات الوالى المتكررة وتشجيعه لهم فهتف فى فخر واعجاب وانتصار :
نحن قتلناه وصلبناه وعذبناه 0000
حينئذ أومأ الوالى الذكي برأسه موافقا :
لا جرم 000 كان يستحقها 00 ولكن هل دفعتم ديته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال الحبر وقد اختنقت أنفاسه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دية من ؟؟؟
قال الوالى : دية عيسي بن مريم ؟؟
قال الحبر : ولكن 00000
وهنا صاح الوالى فو صوت يملأه الغضب : عجبا يا معشر يهود 000 أتقتلونه وتنكرون ديته ؟؟؟؟؟؟
حينئذ هتف اليهود : نحن لا نعلم 0000
فعاد الوالى يصيح :: لقد اعترفتم بقتله وإن لم تدفعوا الدية الآن أخذتكم بدمه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهنا تشاور اليهود طويلا 00 ولم يكن هناك مناص من الدفع 00 تمتم رئيس الأحبار وهو ينصرف :::
لو كنا نعرف كم سيكلفنا هذا الأمر ما كان أجدادنا قد صلبوه أبدااااااااااااا000
وأترك لفطنتكم التعليق
========================
الناصح الأمين
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يفتقده لا يتوقف عن السؤال عنه 0 لايحس بطعم الحياه ولا الطعام ولا الشراب الا معه لأنه صديقه المحبب اليه :
صاح الخليفة الوليد بن يزيد :
أين صديقى ورفيقى عمرو بن عتبة ؟؟؟
وبمجرد أن سمع الحرس هذه المقولة انتشروا بطول دمشق شرقها وغربها يبحثون عن صديق الخليفة المفضل 00
ولكن يبدو ان هناك مشكلة كبيرة تواجه الخليفة 00 فقلوب العامة من الناس دائمة التغير ، وحركات المعارضة فى كل مكان لا تسكت على الأوضاع فى البلاد من غلاء وظلم واستبداد ودوام الحال من المحال و((القلب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها
كيف يشاء 000)) - كما فى الحديث الشريف 0
- سأل الخليفة رجال البلاط والوزراء (الأمناء فقط على مصالح الخليفة ) قائلا :
لماذا تغير الناس 000 هل هناك إحساس بالظلم 00؟؟
الجواب معلوم 000 فلم يجرؤ أحد منهم اخباره بما يحدث 00
لم يكن هناك الا الصديق الوفى للخليفة : عمرو بن عتبة 0 الذى هب واقفا وقال :
يا أمير المؤمنين إنه ينطقنى الأنس بك 00 وتسكتنى الهيبة لك 00 فهل أسكت مطيعا
ام أقول مشفقا ؟؟؟؟؟؟؟
- كان الوليد يحبه ويؤثره فقال له :
- كل ما تقوله مقبول منك 00 ولك الأمان يا عمرو 0
- وبدأ عمرو بن عتبة يتحدث 00 فقد كان يهبط بالأسواق فيرى التجار يتحكمون فى أرزاق الناس ويري قادة الجيش يتحكمون فى أرضهم وضياعهم بينما يري القضاة يأخذون الرشاوى من الخصمين والشرطة يتقاسمون مع اللصوص 00 والنخاسون لا يفرقون بين الحر والعبد 00 فيحمل كل المظالم هذه اليومية ويسير بها الى صديقه الوليد أمير المؤمنين 00والخليفة يستمع موافقا 00 وأحيانا مندهشا 00 ثم بعد ذلك واجما غضبانا 00
ولم يعد عمرو بن عتبة يجد متعة فى الغناء 0 ولا مهربا فى الشراب ولا سلوى فى الشعر 000 بل تراكمت هموم الناس لتصبح صخرة كئود فوق صدره وصدور سامعيه والمظالم كل يوم فى ازدياد ولاتنتهى فمن رحم كل مظلمة تولد مظلمة أخرى0
هجر عمرو الثياب الحريرية والحلة القشيبة والجواري البيض ولبس الثياب الخشنة وسار فى الأسواق يسمع اكثر ويري أكثر ويتألم اكثر واكثر وظل يوالى الدخول على الخليفة ويخبره بكل مايراه ويسمعه حتى تحول الشراب اللذيذ الى مر علقم 0
- وذات مساء وبعد توالى اليالى الكئيبة اكتشفت جثة عمرو بن عتبة - صديق الخليفة - ملقاة فى الطين على جانب الطريق الذى يصل بين بيته والمسجد 00 كانت هناك خمس طعنات فى ظهره وطعنة واحدة فقط فى عنقه 00
ولم يعرف حتى الآن من الذى قتل عمرو بن عتبة - صديق الخليفة الناصح الأمين
-=========================
الخليفة الجائع فى زمن الجوعى من يطعمة
أخرج الخدم والعبيد كل ما فى القصر من متاع وأنزلوه الى باب القلعة وهناك جلس الخليفة الفاطمى المستنصر بالله يبيع بنفسه كل هذه الأشياء بل ويتوسل للمارة أن يشتروا منه شيئا أى شئ0كان الخليفة يمسك فى يده قناديلا من الفضة وهو يصيح بالمارة : ( هذه قناديل مشهد الخليل ابراهيم 000من يشترى قناديل الأنبياء ؟؟000)
ولكن المارة الجائعين الذين كانوا يبحثون عبثا عن شئ يسد جوعهم لم يلتفتوا الى الخليفة مع جلال قدره لأنه فى زمن الجوع لافرق بين وزير وخفير 0فمنذ أيام سيدنا يوسف عليه السلام لم تشهد مصر سنوات جوع مثل هذه السنوات السبع ، حيث كان النيل غائبا جافا كشف عن قاعه الطينى الملئ بعظام الجثث وهياكل السفن -والعبارات- الغارقة 0بل ولم يشاهد أحد فى أي عهد مثل ما حدث فى عهد المستنصر بالله أطول الخلفاء تاريخا على الاطلاق فقد حكم ستين عاما وأربعة أشهر 0
كان الخليفة يمسك فى يده الأثواب الموشاة بالذهب والعباءات والثياب الحريرية وهو يصيح بأعلى صوته هذه ثياب خلفاء بني العباس كنا نحتفظ بها فى مصر لنعايرهم بها 00 ألا من يريد أن يشترى ثياب الخلفاء 00ألا أحد يريد أن يعاير خلفاء بنى العباس ؟؟ ولكن الناس جوعى ولا مجيب 000
كل شيء فى المدينة كان قابلا للأكل فقد أكل من حيوان أو انسان فكل الدواب تقريبا قد أكلت 0 البغل بيع بعشرة دنانير والكلب بخمسه والقط بثلاثة والفأر باثنين والبيضة بواحد واكتشفوا أن بعض الطباخين قد اختطفوا هم أيضا بعض الصبيان والنساء وذبحوهم ثم باعوهم مطبوخين 0 ياللهول 0000
كان الخليفة يمسك فى يده سيوفا وخناجر مطعمة بالياقوت وعقودا من اللؤلؤ والبللور وما زال يحاول مواصلة البيع :
( سيوف المعز وجواهر الفاطميين كل مقتنيات جدى للبيع 00 من يشتريها ؟؟؟ من يعطينى مقابلها قمحا أو دقيقا ؟؟؟؟؟؟؟؟)0
كانت القري على امتداد النيل قد امتلأت بالموتى 00 ولو وفى النيل بميعاده فلن يجد أحدا يستقبل الماء ويزرع الأرض 0 وكانت أمالخليفة قد أخذت بناتها ورحلت عن مصر تستجير بخليفة بغداد والقادة قد ألقوا السيوف والوزراء قد هبطوا للأسواق والحمامات ليعملوا فى أى شيء ، واستولى غلمان الخليفة على آخر فرس له فذبحوها وأكلوها 00 وظل الخليفة المسكين يصرخ دون أن يلتفت اليه أحد 00لم يشتر من شيء 00 فقال فى جنون حقيقي (( خذونى إذا 00 اعطفوا على 00 لا أحد يذل ملوكه لهذه الدرجة 00 دعونى أعمل فى أى بيت من بيوتكم 00 اللعنة عليكم يا جوعى يا اولاد الجوعى 00))
ثم انصرف الخليفة المعذب الى قلعته حزينا جائعا وترك كل شئ خلفه لم يبال أحد بأخذ أي شئ لماذا ؟؟؟
لأن الأمة الجوعى لا تستطيع أن تطعم الخليفة الجائع ، :