أحاديث ضعيفة يذكرها الناس في رمضان
السلام عليكم ورحمة الله
لاحظت أن هناك أحاديث شاعت على ألسنة العوام يذكرونها في رمضان ، ولما كانت هذه الأحاديث ضعيفة أردت أن أنوه عليها هنا .
وقبل ذكر هذه الأحاديث إليكم مختصر أقوال العلماء فيحكم الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
أولا : يرى بعض العلماء أنه يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة في الحلال والحرام والفرض والواجب والفضائل والترغيب والترهيب وغيرها ولكن بشرطين:
أ) أن يكون ضعفه غير شديد .
ب) أن لايوجد في الباب غيره وأن لا يوجد معارض له أصح منه .
وذهب لهذا القولالأمام أبو حنيفة والشافعي ومالك والأمام أحمد وأبو داود .
وحجتهم أنه محتمل للإصابة وأنه أفضل من أراء الرجال وأن العمل بالحديث أولى من إهماله .
ثانيا :أنه لا يعمل به مطلقا لا في الفضائل ولا في غيرها :
وذهب لهذا القول البخاري ومسلم وابن حبان وابن حزم وابن العربي وابن تيمية والشوكاني والألباني .
وحجتهم أن الحديث الضعيف يفيد الظن والظن لا يغني من الحقشيء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إياكم والظن فإن الظنأكذب الحديث ( أخرجه البخاري ومسلم) كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف .
ثالثا :أنه يعمل به في الفضائلوالترهيب والترغيب فقط ولا يعمل به في الأحكام والحلال والحرام والعقائد.
وهذاالقول نسبه النووي إلى جمهور العلماء من المحققين والمحدثين بل نقل الإجماع في ذلك.قال الإمام إبن حجر الهيتمي في الفتحالمبين اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأنه إن كان صحيحاً في نفس الأمر فقد أُعطي حقه من العمل به“
وحجتهم - كما ذكر بن حجر- أنه إذا كان صحيحا فقد وافق الحق وإن كان ضعيفا فلم يترتب عليه مفسدة في الأحكام وإنما هوعمل شخص بنفسه لا يتعدى هذا الحكم إلى غيره .
ولكن جعلوا ست شروط للعمل بالحديث الضعيف وهي:
1- أن يكون الضعف ليس شديد.
2- أن يكون مدرج تحت أصل عام ولا يكون مخترع لا أصل له.
3- أن لا يعتقد عند العمل به الثبوت القطعي وأنه سنة وإنما يعمل به على وجه الاحتياط فقط.
4- أن يكون في فضائل الأعمال فقط.
5- أن لا يعارض حديث أصح منه.
6- أن لا يشتهر ذلك لئلا يعمل الجهال فيظن أنه سنة ثابتة صحيحة قطعاً ( وهذا الشرط زاده ابن حجر )
وبعد
فهذه بعض الأحاديث الضعيفة يتداولها الناس كثيرا في رمضان وينسبونها إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ضعفها أو كونها موضوعه :
1- ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
) رواه البزار والطبراني وفي سنده زائدة بن أبي الرقاد ، قال عنه البخاري
: منكر الحديث . وضعفه النسائي ، وابن حبان . وقد بيَّن بطلانه ابن حجر في
( تبيين العجب بما ورد في رجب ) .
2- ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام
) رواه الترمذي وضعفه . وفي سنده سليمان بن سفيان : ضعيف . وقال الهيثمي :
في إسناده عند الطبراني : عثمان بن إبراهيم الحاطبي ضعيف . وقال ابن القيم
: في أسانيد طرق هذا الحديث لين . وقال : يذكر عن أبي داود في بعض نسخه
أنه قال : ليس في هذا الباب حديث مسند .
3- ( أظلكم شهر عظيم .. وذكر فيه : أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
) ... إلخ . وهو معروف بحديث سلمان الفارسي . مع الأسف كثيرًا ما نسمع من
الخطباء من يجعل خطب هذا الشهر في شرح هذا الحديث مع أنه حديث باطل . رواه
ابن خزيمة وقال : إن صح الخبر . وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف ،
وسعيد بن المسيب لم يسمع منه ، وفي إسناده اضطراب وفي متنه نكارة .
4- ( لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها ) رواه أبو يعلى وقال : في سنده جرير بن أيوب ضعيف . وأخرجه ابن خزيمة وقال : إن صح الخبر .
5- ( صوموا تصحوا ) أخرجه أحمد والطبراني وأبو نعيم والحاكم ، وهو حديث ضعيف .
6- ( الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة ) أخرجه ابن خزيمة والترمذي ، وابن ماجه ، والطيالسي ، وهو حديث ضعيف . انظر الضعيفة .
7- ( أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرًا
) أخرجه أحمد ، وابن حبان ، والبيهقي ، والبغوي ، وفي سنده قرة بن
عبدالرحمن حيوئيل وهو ضعيف ، وأخرجه ابن خزيمة ، والترمذي وضعَّفه ، وجاء
عند البخاري ومسلم : ( يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) .
8- ( نوم الصائم عبادة
) أورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبيهقي ورمز له بالضعف من طريق
عبدالله بن أبي أوفى . وضعفه زين الدين العراقي والبيهقي والسيوطي . انظر
الفردوس ، وإتحاف السادة .
9- ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر ) رواه ابن ماجه وفي سنده أسامة بن زيد العدوي ضعيف ، ومعناه صحيح .
10- ( من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر لم يجزئه صيام الدهر كله ولو صامه
) أخرجه أبو داود ، والترمذي 723 وقال : لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وقال
: سمعت محمدًا - يعني البخاري - يقول : في سنده أبو المطوس ولا أعرف له
غير هذا الحديث , وقال ابن حجر في الفتح : تفرد به أبو المطوس ولا أردي
أسمع من أبي هريرة أم لا ، وقال الذهبي في الصغرى : لا يثبت .
11- ( إن لله في كل ليلة ستمائة ألف عتيق من النار ، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد ما مضى ) رواه البيهقي وهو مرسل من كلام الحسن البصري .
12- ( الصوم نصف الصبر ) في سنده موسى بن عبيدة . متفق على ضعفه . وقد أخرجه الترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد والبيهقي . ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع .
13- ( من قام ليلة العيد ) . وفي لفظ : ( من أحياها محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) رواه ابن ماجه وفيه بقية مدلس وقد عنعن ، فالحديث ضعيف .
14- ( ليس في الصوم رياء ) أخرجه البيهقي عن ابن شهاب الزهري مرسلاً .
15-: ( إن
في السماء ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله فإذا دخل رمضان استأذنوا ربهم أن
يحضروا مع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - صلاة الترايح ) أخرجه البيهقي في الشعب موقوفًا على علي . وضعفه السيوطي في الدر المنثور ، والمتقي النهدي في كنزل العمال .
16- ( إن للصائم عنده فطره دعوة لا ترد
) أخرجه أحمد ، والترمذي ، وابن خزيمة ، وابن جاه وفي سنده إسحاق بن
عبيدالله المدني لا يعرف كما قال المنذري ، وقد ضعَّف الحديث ابن القيم في
زاد المعاد . والحديث ضعفه الترمذي . وله شاهد عند البيهقي وفي سنده أبو
مدلة . قال عنه ابن المديني : مجهول . وقال الذهبي : لا يكاد يعرف .
فالحديث ضعيف .
لاحظت أن هناك أحاديث شاعت على ألسنة العوام يذكرونها في رمضان ، ولما كانت هذه الأحاديث ضعيفة أردت أن أنوه عليها هنا .
وقبل ذكر هذه الأحاديث إليكم مختصر أقوال العلماء فيحكم الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
أولا : يرى بعض العلماء أنه يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة في الحلال والحرام والفرض والواجب والفضائل والترغيب والترهيب وغيرها ولكن بشرطين:
أ) أن يكون ضعفه غير شديد .
ب) أن لايوجد في الباب غيره وأن لا يوجد معارض له أصح منه .
وذهب لهذا القولالأمام أبو حنيفة والشافعي ومالك والأمام أحمد وأبو داود .
وحجتهم أنه محتمل للإصابة وأنه أفضل من أراء الرجال وأن العمل بالحديث أولى من إهماله .
ثانيا :أنه لا يعمل به مطلقا لا في الفضائل ولا في غيرها :
وذهب لهذا القول البخاري ومسلم وابن حبان وابن حزم وابن العربي وابن تيمية والشوكاني والألباني .
وحجتهم أن الحديث الضعيف يفيد الظن والظن لا يغني من الحقشيء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إياكم والظن فإن الظنأكذب الحديث ( أخرجه البخاري ومسلم) كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف .
ثالثا :أنه يعمل به في الفضائلوالترهيب والترغيب فقط ولا يعمل به في الأحكام والحلال والحرام والعقائد.
وهذاالقول نسبه النووي إلى جمهور العلماء من المحققين والمحدثين بل نقل الإجماع في ذلك.قال الإمام إبن حجر الهيتمي في الفتحالمبين اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأنه إن كان صحيحاً في نفس الأمر فقد أُعطي حقه من العمل به“
وحجتهم - كما ذكر بن حجر- أنه إذا كان صحيحا فقد وافق الحق وإن كان ضعيفا فلم يترتب عليه مفسدة في الأحكام وإنما هوعمل شخص بنفسه لا يتعدى هذا الحكم إلى غيره .
ولكن جعلوا ست شروط للعمل بالحديث الضعيف وهي:
1- أن يكون الضعف ليس شديد.
2- أن يكون مدرج تحت أصل عام ولا يكون مخترع لا أصل له.
3- أن لا يعتقد عند العمل به الثبوت القطعي وأنه سنة وإنما يعمل به على وجه الاحتياط فقط.
4- أن يكون في فضائل الأعمال فقط.
5- أن لا يعارض حديث أصح منه.
6- أن لا يشتهر ذلك لئلا يعمل الجهال فيظن أنه سنة ثابتة صحيحة قطعاً ( وهذا الشرط زاده ابن حجر )
وبعد
فهذه بعض الأحاديث الضعيفة يتداولها الناس كثيرا في رمضان وينسبونها إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ضعفها أو كونها موضوعه :
1- ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
) رواه البزار والطبراني وفي سنده زائدة بن أبي الرقاد ، قال عنه البخاري
: منكر الحديث . وضعفه النسائي ، وابن حبان . وقد بيَّن بطلانه ابن حجر في
( تبيين العجب بما ورد في رجب ) .
2- ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام
) رواه الترمذي وضعفه . وفي سنده سليمان بن سفيان : ضعيف . وقال الهيثمي :
في إسناده عند الطبراني : عثمان بن إبراهيم الحاطبي ضعيف . وقال ابن القيم
: في أسانيد طرق هذا الحديث لين . وقال : يذكر عن أبي داود في بعض نسخه
أنه قال : ليس في هذا الباب حديث مسند .
3- ( أظلكم شهر عظيم .. وذكر فيه : أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
) ... إلخ . وهو معروف بحديث سلمان الفارسي . مع الأسف كثيرًا ما نسمع من
الخطباء من يجعل خطب هذا الشهر في شرح هذا الحديث مع أنه حديث باطل . رواه
ابن خزيمة وقال : إن صح الخبر . وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف ،
وسعيد بن المسيب لم يسمع منه ، وفي إسناده اضطراب وفي متنه نكارة .
4- ( لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها ) رواه أبو يعلى وقال : في سنده جرير بن أيوب ضعيف . وأخرجه ابن خزيمة وقال : إن صح الخبر .
5- ( صوموا تصحوا ) أخرجه أحمد والطبراني وأبو نعيم والحاكم ، وهو حديث ضعيف .
6- ( الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة ) أخرجه ابن خزيمة والترمذي ، وابن ماجه ، والطيالسي ، وهو حديث ضعيف . انظر الضعيفة .
7- ( أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرًا
) أخرجه أحمد ، وابن حبان ، والبيهقي ، والبغوي ، وفي سنده قرة بن
عبدالرحمن حيوئيل وهو ضعيف ، وأخرجه ابن خزيمة ، والترمذي وضعَّفه ، وجاء
عند البخاري ومسلم : ( يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) .
8- ( نوم الصائم عبادة
) أورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبيهقي ورمز له بالضعف من طريق
عبدالله بن أبي أوفى . وضعفه زين الدين العراقي والبيهقي والسيوطي . انظر
الفردوس ، وإتحاف السادة .
9- ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر ) رواه ابن ماجه وفي سنده أسامة بن زيد العدوي ضعيف ، ومعناه صحيح .
10- ( من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر لم يجزئه صيام الدهر كله ولو صامه
) أخرجه أبو داود ، والترمذي 723 وقال : لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وقال
: سمعت محمدًا - يعني البخاري - يقول : في سنده أبو المطوس ولا أعرف له
غير هذا الحديث , وقال ابن حجر في الفتح : تفرد به أبو المطوس ولا أردي
أسمع من أبي هريرة أم لا ، وقال الذهبي في الصغرى : لا يثبت .
11- ( إن لله في كل ليلة ستمائة ألف عتيق من النار ، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد ما مضى ) رواه البيهقي وهو مرسل من كلام الحسن البصري .
12- ( الصوم نصف الصبر ) في سنده موسى بن عبيدة . متفق على ضعفه . وقد أخرجه الترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد والبيهقي . ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع .
13- ( من قام ليلة العيد ) . وفي لفظ : ( من أحياها محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) رواه ابن ماجه وفيه بقية مدلس وقد عنعن ، فالحديث ضعيف .
14- ( ليس في الصوم رياء ) أخرجه البيهقي عن ابن شهاب الزهري مرسلاً .
15-: ( إن
في السماء ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله فإذا دخل رمضان استأذنوا ربهم أن
يحضروا مع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - صلاة الترايح ) أخرجه البيهقي في الشعب موقوفًا على علي . وضعفه السيوطي في الدر المنثور ، والمتقي النهدي في كنزل العمال .
16- ( إن للصائم عنده فطره دعوة لا ترد
) أخرجه أحمد ، والترمذي ، وابن خزيمة ، وابن جاه وفي سنده إسحاق بن
عبيدالله المدني لا يعرف كما قال المنذري ، وقد ضعَّف الحديث ابن القيم في
زاد المعاد . والحديث ضعفه الترمذي . وله شاهد عند البيهقي وفي سنده أبو
مدلة . قال عنه ابن المديني : مجهول . وقال الذهبي : لا يكاد يعرف .
فالحديث ضعيف .